هل تساءلت يوماً عن المجتمع المبكر قبل ظهور الدين؟؟
ماقبل الأديان
هل تساءلت يوماً عن المجتمع قبل ظهور الدين؟
وبفضل العديد من الأكتشافات التي تحققت في العقود القليلة الماضية أصبحنا نفهم أن البشرية كانت موجودة على الأرض في وقت أقرب بكثير من التاريخ المكتوب والدين في هذا الشأن. لذلك، قبل أن تبدأ البشرية تقسيم وعبادة الآلهة المختلفة، ما هو المكان الذي نحبه حقاً ؟؟ يجب علينا أن نميز الأصول التاريخية للدين من جذوره النفسية و الأجتماعية.. السلوك الديني الأول الذي يظهر في سياق التطور البشري من المرجح أن يكون حديث نسبياً، ويقول الباحثون في العصر الحجري القديم الأوسط، ويشكل جانباً من الحداثة السلوكية التي تبدو بالتأكيد في نفس الوقت التي ظهرت به اللغة. ويلاحظ العديد من الباحثين كيف لا يوجد دليل على السلوك الديني في البشر الأول قبل الإنسان الحديث ..
ويشير العلماء إلى الدفن المتعمد، وخاصة تلك التي تشمل سلسلة من القطع الأثرية المدفونة مع الفرد، والتي يمكن أعتبارها واحدة من الأشكال الأولى للكشف عن الممارسات الدينية، لأنها قد توضح "قلق المتوفى الذي يتجاوز الحياة اليوميه" وتشير الدلائل إلى أن النياندرتاليين كانوا أول البشر الذين يدفنون عمداً الموتى. ومن الأمثلة على ذلك شانيدار في العراق وكهف كيبارا في إسرائيل وكرابينا في كرواتيا. ويدعي بعض الباحثين أن هذه الهيئات ربما تم التلاعب بها لأسباب علمانية، على الرغم من أنه لا يوجد دليل على الإطلاق لدعم هذا الأدعاء. ويقترح علماء الآثار أن مجتمعات العصر الحجري القديم الأوسط، مثل مجتمعات نياندرتال، قد تمارس شكلاً من أشكال الطوطمة أو زولاتري، بصرف النظر عن مدافنهم، التي يعتقد كثيرون أنها دينية في طبيعتها.
ومع ذلك، يلاحظ العلماء أنه في حين أن السلوك الديني يختلف أختلافاً واسعاً بين الثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم، بالمعنى الواسع، الدين هو الهوية الثقافية العالمية الموجودة في جميع السكان. ولكن، أين بدأ كل شئ؟؟ حسناً .. تقول دراسة أكسفورد: البشرية هي "هاردويرد" أن تكون دينية، وسبب هذا هو التطور.. وتشير دراسة أجراها خبراء جامعة أكسفورد إلى أن البشرية "متشددة" لتكون دينية، والسبب في ذلك هو التطور . كما لاحظ دومينيك جونسون، خبير في البيولوجيا التطورية والعلاقات الدولية من جامعة أكسفورد. فالخوف من الآلهة الله يراقبك يمكن أن يساعد في تشكيل البشرية في ما نحن عليه اليوم الله يراقبك. وهذا يعني أن الدين يمكن أن يكون نتيجة التطور .. نظره جديدة يتم تقديمها من قبل خبراء من المملكة المتحدة، الذين يفترضون أن تبادل الحكايات التقليدية بين الشعوب القديمة بمثابة أداة "عالمية" لإقامة العلاقات بين القبائل المختلفة. ويسمونها "دبلوماسية ما قبل التاريخ". وقد كشف علماء الأنثروبولوجيا في كلية لندن الجامعية أن قصص وأساطير الشعوب القديمة كانت وسيلة لتوحيد السكان، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة ناتشر كومونيكاتيونس. وكثير من علماء الأنثروبولوجيا يقبلون النظرية القائلة بأن الأديان ظهرت بهدف الحفاظ على النظام الأجتماعي وتعزيز الروابط بين الأعضاء. ومع ذلك، وفقاً لدراسة جديدة، كان للشعوب القديمة طرق أخرى لإقامة العلاقات، منذ الديانات الأولى التي ظهرت قبل حوالي 13،000-15،000 سنة..أحد الباحثين المشاركين في دراسة الجامعة البريطانية "أندريا ميغليانو" بحث في حياة قبيلة من السكان الأصليين في الفلبين تسمي أغتا: وهم صيادين في تجمعات ويعيشون غافلين للتكنولوجيات الجديدة، والمجتمع الحديث.
وأستكشف البحث أثر رواية القصص على السلوك التعاوني بين الصيادين والجماعات، وفوائد اللياقة البدنية على المستوى الفردي لكونه رواية حكايات ماهرة. ومن أجل فهم سلوك المجتمع والدين، طلب باحثون من المملكة المتحدة من أغتا أن يخبروهم القصص والخرافات التقليدية لقبيلتهم ولاحظوا أن معظم القصص تركز على قيمة التعاون، وأهمية المعايير الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين وحظر أستخدام العنف كأداة لحل الصراعات. وعلاوة على ذلك، فإن أفضل رواة القصص، رجالا ونساء، لديهم مزايا داخل قبائلهم. أما الأعضاء الآخرون فيحترمونهم بشكل خاص، ويبلغ متوسط عدد الأطفال في المتوسط 0.5 طفل. كما يقدر العلماء أن تقليد القص كان بمثابة نموذج أولي للأديان التي ستظهر لاحقاً. وخلص الباحثون إلى أن "رواة القصص الماهرين هم شركاء أجتماعيون مفضلون، ويحققون نجاحاً أكبر في الإنجاب، مما يوفر طريقاً يمكن أن تتطور فيه السلوكيات المفيدة للمجموعة، مثل رواية القصص، عن طريق الأختيار على مستوى الأفراد .. هذا يوضح أن الدين جاء نتيجة التطور والتنظيم ..