اليستر كراولي ولد في 12 من أكتوبر عام 1875 كان منجماً وساحراً إنجليزياً بارزاً. قام بتأسيس ديانة ثيليما. هو كاتب وشاعر وناقد إجتماعي ومتصوف ومنجم ومتعاطي مخدرات. اشتهر بكتابات الغموض ومن أهمها القانون (Book Of Law) وكتاب "نص ثلما المقدس" ( The central sacred text of Thelema). كان كراولي عضواً مؤثراً في عدد من المنظمات الطائفية السرية منها الفجر الذهبي وإخوان الهيكل الشرقي.
بدأ كراولي بحثه عن الحقيقة (على حد قوله) وهو يعني بذلك العلوم السوداء في سنة 1898 حينما أنضم إلى جماعة تزاول السحر أسمها الفجر الذهبي حيث كانت في ذلك الوقت أهم جمعية إنجليزية لمزاولة الروحانيات ولكن الطقوس السرية لهذه الجماعة كانت أبسط من أن تشفي غليل رجل مثل كراولي الذي بدأ يقتل القطط الصغيرة ويقدمها كأضحيات وهو ما زال في الثامنة عشر من عمره..
أنسحب كراولي من الجمعية وبدأ تجارباً شخصية في مكان منعزل في بولسكاين في عام 1900م . وفي الشهور التي تلت وصوله بدأت تسري إشاعات في القرية القريبة عن أصوات غريبة وعن الشيطان في القصر الذي اتخذه مقاماً . ولم يهتم كراولي بهذه الشائعات ، بل رد عليها بطريقته الخاصة فتسبب في انتحار خادمين ، في حين أن الجزار الذي وصله شيك موقع من كراولي وبه أسماء شيطانية ورموز سحرية قطع شرياناً في يده وأضحى من عمال الكنيسة ومن المدمنين على الخمر .
وعندما مل كراولي الحياة في بولسكاين كان قد أتقن جميع فنون السحر وخرج إلى العالم هادفاً تكريس أكبر عدد من مزاولي السحر الأسود ، حاملاً مبدأ جديداً وهو الشر بهدف الشر نفسه .ودرس بتعمق في مصر وفي أمريكا . وفي هذا الوقت لم تزد فلسفته الأساسية عما لخصه في أقواله وخطاباته أكثر من مرة ، وهي : "افعل ما تشاء "، وهذا هو كل القانون .
وكان يسر دائماً بأن يضيف إلى نفسه ألقاباً جديدة كلما أمعن إغراقاً في الشر وفي إذلال معشوقاته الكثيرات اللائي كان يشير إليهن بـ "نسائي القرمزيات" حيث كان يجبرهن على الاشتراك في حفلات داعرة وبأن يمثلن دور قرد يموت أو كلب..وعندما تزايد عدد مريديه قرر كراولي أن يتخذ قاعدة دائمة في جزيرة كورفو التي تقع على بالقرب من جزيرة صقلية.
وأستقر فعلاً هناك في فيلا مقامة في الجانب الجبلي أسماها "دير ثلما" وأقام بها أنواع الحفلات السوداء والطقوس السحرية وتقديم القرابين والدعارة. وكتب باستفاضة شارحاً طقوسه والطرق التي تؤدي إلى توافقه التام مع الشر وتفاصيل حياته اليومية .ولكن بالرغم من نأي الدير فإنه لم يخف عن أعين السلطات. وحينما اختفى طفل في سنة1923 وأشيع أنه قد اختطف من قرية قريبة وأن كراولي قد قدمه كقربان، لم يكن هناك مناص من طرده. وهكذا عاد كراولي وجماعته إلى إنجلترا حيث بدأ في نشر مؤلفاته، في حين دار أتباعه ينشرون مبادئه.وكان كراولي يرتدي زي البافوميت الأعظم لجماعته.
وفي سنة 1944 توفي كراولي بسبب التهاب الرئة وأقام له أشياعه حفلا ً أسود أحرقوا خلاله جثته . كثيراً ما يعرف عن كراولي بأنه ممارس للسحر الأسود وأنه أبو الطوائف السرية الحديثة وأكد استفتاء أجرته بي بي سي في عام 2002 حول أكثر الشخصيات البريطانية نفوذاً على مر التاريخ فجائت شخصية كراولي في المرتبة 73 من أصل 100. تناول كتاب عديدون السيرة الذاتية لـ كراولي لكن لم يحقق أو يبحث أحداً منهم في صلته المزعومة مع المخابرات البريطانية،
لكن البروفسور ريتشارد سبنس الذي يشغل كرسياً في قسم التاريخ في جامعة أيداهو الأمريكية كشف في كتابه الذي نشر مؤخراً ويحمل عنوان "أليستر كراولي - العميل السري 666 المخابرات البريطانية والطائفة" عن حقائق جديدة من حياة كراولي تثير تساؤلات عن شخصيته منها أن لـكراولي يد في غرق لوسيتانيا وهي سفينة بريطانية فخمة جرى تفجيرها بالطوربيد من طرف أيرلندا مما أدى إلى مقتل 1198 من ركابها، لفتت حادثة الغرق إنتباه الرأي العام في بلدان عديدة ضد ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
وقد ساعد كراولي في إحباط مؤامرات القوميين الهنود والأيرلنديين. وتواطأ مع الشيوعية العالمية ولعب دوراً أسوداً في رحلة طيران رودولف هيس في عام 1941.. ويقول سبنس: "من الصعب معرفة أين تتداخل صورة كراولي كشخصية عامة مع صورته كرجل. أظهر سنس إعجابه بطريقة كراولي في أستخدام طائفته كغطاء لدعم نشاطات أخرى. كان شخصاً شريراً في أذهان الناس لذلك لم يكن أحد يشك في أن جهاز المخابرات قد تفكر في تجنيده ضمن صفوفها، وبما أنه لن يكون جاسوساً محتملاً ربما رأت فيه المخابرات أفضل أختيار".
ويضيف سبنس:" كان كراولي نفسانياً هاوياً وماهراً وقد ملك قدرة غريبة للتأثير على عقول الناس أو ربما استخدم التنويم الإيحائي (المغناطيسي) في عمله الخفي، والأمر الآخر هو أستخدامه للمخدرات وخلطها في الطعام لأتباعه ..ويظل هذا الشرير علي رأس قائمة أشهر سحرة التاريخ والجدير بالذكر أنه جد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن فهو والد أمه باربارا وسنتناول قصص كتبه المثيره للجدل في موضوعات قادمه ..