إنجيل إريس والدين العالمي الجديد


إنجيل إريس

الدين العالمي الجديد




إن كتاب تجليات "إنجيل آريس" هو بمثابة النقطة الرابعة والأخيرة التى يلجأ إليها قادة النظام العالمى الجديد لإستكمال سيطرتهم على العالم، إذ أن النقاط الثلاثة الجارية التنفيذ هى المجال السياسى، والإقتصادى، والإجتماعى. ويعتمد السيناريو الجارى التنفيذ دينياً على الرؤيا التى شاهدها ميشيل بوتيه. ويقول عن الأولى أنه : "تمثل له يسوع جسديا بلحمه وعظمه"، والمجموعة الثانية "تجسد له الله على هيئة عصى صغيرة من النور". وهذه التجليات تمت ليلا، دون أى شاهد سواه ، ودون أى دليل يمكن الإستناد إليه، إذ أن جميع أفراد أسرته كانوا طوالها فى حالة سبات تام. وتجليات آريس تنادى بممارسة حب القريب، والتسامح، وأن حرية العقيدة الدينية أكبر وأعلى من العقيدة السياسية، والإعتماد على الإيمان والصلاة وفعل الخير. 



إنها تدفع إلى تخطى الأنسقة الدينية والسياسية، وإلى إقامة العدالة العالمية مع تجاوز الخلافات الدينية. وهى لا ترمى إلى أن تكون ديانة تقودها مؤسسة ما. وتترك مطلق الحرية للإنسان : "فلا يملك المرء إلا القبول، والإذعان، دون مناقشة" (3/15) !. وكل شئ معد لكى "تختفى الديانات والسياسة والحضارة المادية الحالية". وهى تتضمن ديناميكية التغيير الإجتماعى عمقا، وعلى حد قول جان فرانسوا ـ ماير، الذى خصها بأربعة كتب ليبرز أهمية هذه التجليات : "أنها تؤدى إلى التباعد التدريجى عن المضمون المسيحى، وتجعل رسالة آريس أسهل تقبلا من المسلمين أو ممن لهم ميول إسلامية". فهو يخلط بين الديانات قي هذا الأنجيل .

ولقد نشأت حركة تجليات مدينة أريس ، فى جنوب غرب فرنسا، وانتشرت تقريبا فى كل مدنها. وبات لها ستون منظمة فى أكثر من عشرين مدينة تروج لها، وبدأت تنتشر مثلها مثل نظرية الچندر التدميرية ، فى مدارس الأطفال ، وتنعم بمساندة مدرسية وورش عمل فنية وتعبيرية للشباب ، ولها لجان وبعض المجالس البلدية. بل لقد إنتشرت فى أوروبا، فى البلدان المتحدثة بالفرنسية. كما بدأ أتباع الحركة الإتصال بالمسلمين المقيمين فى هذه البلدان لمحاولة إقناعهم "بالدين الحق". وقد تم توصيفهم فى لجنتين برلمانيتين فى فرنسا سنة 1996 وسنة 2005 بأنهم يمثلون طائفة خطرة، ومع ذلك فهم مستمرون فى عملهم. 



ونشر هذه العقيدة مفروض على الأتباع، خاصة من الباب للباب. ويقول مؤسس هذه العقيدة فى التعريف بها : "أن تجليات آرس يجب أن تظل النور الوحيد والمرشد الوحيد لكل إنسان".. ولد ميشيل بوتيه يوم 11 يوليو عام 1922 فى بلدة سورين بجوار باريس، فى أسرة ماركسية، وعمل مهندسا سنة 1955، ومديرا لمصنع من 1958 إلى 1965 فى باريس ثم فى مدينة ليون. وكان ملحدا عقلانيا فى سن العشرين، ثم شيوعيا نشطا حتى عام 1988، ثم مضاد للشيوعية. 

وخلال هذه المرحلة كان يرافق والدته فى بعض الدوائر الروحية. وإهتم بالمجال الغيبى، وأسس ممارسته على النظريات الغيبية لأواخر القرن التاسع عشر وعلى "القوة السرية للإنسان" المتعلقة بتجارب تناقل الخواطر عن بُعد التى كانت تقوم بها البحرية الأمريكية. وفى عامى 1965 و1966 إفتتح عيادة فى مدينة ليون لممارسة الغيبيات والطب النفسى والعرافة والإستبصار والتنويم المغنطيسى العلاجى وتحريك الأشياء عن بُعد، وذلك تحت إسم مستعار هو : مايكل بيركلى (؟). وبعد عامين من المممارسة المتواصلة أغلق عيادته ليرتبط بالكنيسة الأرثوذكسية !أنتقل ميشيل بوتيه من الشيوعية إلى الإيمان، وتم ترسيمه شماسا إنجيليا فى سنة 1969، وأنشأ خورانية الثالوث المقدس فى مدينة بورچ الفرنسية. 



وغادر الكنيسة الكاثوليكية الأرثوذكسية الفرنسية سنة 1970 وحاول إدخال رعاياه تحت السلطة القضائية لموسكو. وحاول التقريب بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية (ومعروف أن مجمع الفاتيكان الثانى قد قرر توحيد الكنائس). وفى عام 1971 وأثناء خروجه من أحد القداسات فى مدينة ليون، إقترب منه شخصان مجهولان ليطلبا منه إقامة وقبول تمثيل "الكنيسة الحية الروسية" فى الغرب. وبعد المفاوضات مع هذان الغريبان للكنيسة الحية الروسية، تم ترسيمه قسا يوم 14 إبريل 1971 وفى اليوم التالى تم ترسيمه أسقفا ! 

قام ميشيل بوتيه بنشاط مكثف رغم عدم الإعتراف بأبرشيته من الكنائس الأخرى الأرثوذكسية. وفى تلك الفترة إستقبل فى مدينة بورچ، البابا الزائف كليمنت الخامس عشر (1905ـ1974)، الذى أجرى معه عدة "مغامرات مشبوهة". وحاول التقريب بين الكنيسة الجديدة التى أقامها كليمنت الخامس عشر، ثم استقال من منصبه الكنسى مع الإحتفاظ بلقب الأسقف (؟!). وفى نفس الفترة قرر الإنتقال إلى منطقة آريس. وفى يونيو 1973 إشترى حانة قديمة لإقامة صلوات جماعية وانتقل إليها للمعيشة فى آخر ديسمبر من نفس العام. وبعد ذلك بأسبوعين بدأت أحداث التجليات : قام يسوع بإملاء ما أطلق عليه هو "إنجيل آريس" وقد تجسد له بلحمه وعظمه، على حد تأكيد ميشيل بوتيه ذلك عدة مرات. 



وتم اللقاء الأول فى ليلة 14 ـ15 يناير 1974 حتى 13 إبريل 1974 ، من هذا التلخيص الشديد لحياة ميشيل بوتيه نلاحظ : تنقله بين الشيوعية والإلحاد والغيبيات وممارستها بالتوافق مع تجارب البحرية الأمريكية وإختياره إسما مستعارا أمريكيا، ثم تنقله بين كنائس مختلفة فى فرنسا وموسكو، أيام الحرب الباردة؛ وإلتقائه بغريبين غامضين والإتفاق معهما ثم ترسيمه قسا وفى اليوم التالى أسقفا، يثيرالفضول. كما أن إستقباله للبابا الزائف كليمنت الخامس عشر، الذى أقام لنفسه فاتيكانا صغيرا مناهض للفاتيكان، وهو معروف بتجاربه الغيبية وإقامة بعض المشاريع مع بوتيه. وما أن استقر فى بلدة آريس، التى بدأ ظهور العذراء فيها منذ 1947، فى مقاطعة أركاشون، حتى بدأت التجليات. أنها سيرة ذاتية تثير العديد من التساؤلات والقضايا، وسنتابع كيف يتم تطبيق هذا الدين الجديد الآن وكيفية التحضير لمجئ الدجال وأقامة نظامه العالمي الجديد وأين يوجد الآن بالصور ؟..


أقرأ أيضاً ..

الأكثر قراءة