من هو العبد الصالح في قصة موسي والغلام ؟؟


هل سيدنا الخضر حي حتي الآن ؟؟

حقيقة العبد الصالح في قصة سيدنا موسى وفتاه  


إن طلب العلم في الإسلام من أهمّ الأعمال وأحبّها إلى الله تعالى، حيث إنّ الأنبياء والرّسل -عليهم الصلاة والسلام جميعاً كانوا حريصين على طلب العلم وتعليمه لأتباعهم، ومن الأمثلة على ذلك: تعليم الله تعالى لأبي البشر آدم عليه السلام؛ حيث علّمه الأسماء كلّها ثمّ عرضها على الملائكة ثمّ سأله عنها أمامهم، ومن الأمثلة أيضاً واحده من أروع قصص القرآن الكريم علي الإطلاق وهي قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح ويقال أنه سيدنا الخضر وقد ذكرت في سورة الكهف، وما ذُكر فيها من حبّ موسى عليه السلام للعلم وتواضعه للخضر مع أنّ موسى كليم الله وأعلم أهل الارض بالتوراة، بالإضافة إلى صبره على التعلّم وحرصه على ذلك .. 

والقصه تقول ان بعد خروج موسي وبني أسرائيل من مصر ، تفرق بنو إسرائيل في الصحراء بسبب عصيانهم لأوامر الله ، فلم يعد أحد منهم يعرف مكان اخيه، أما موسى فقد سار ومعه فتى من قومه كان يساعده في قضاء حوائجه، وكان الله قد وعد موسى بأن يلتقي برجلٍ عالمٍ صالحٍ يعلمه أشياء كثيرة لا يعلمها، وأخبره بأنه سيلقى هذا الرجل عند مجمع البحرين، فقال موسى لفتاه: "لابد أن أسير حتى أصل لمجمع البحرين" ، وسار موسى وغلامه وهو "يوشع بن نون" قاصدين رؤية ذلك العبد الصالح، وكان الغلام قد اصطاد حوتاً من السمك ليصنع منه غذاءً لنفسه ولموسى .



وعندما وصلا إلى نقطة التقاء البحرين وجدا هنالك صخرة كبيرة فجلسا عليها يستريحان من تعب السفر، ووضع الفتى حوته بجانبه ونسيه ، وانتظر موسى ذلك الرجل الصالح، ولكنه لم يجده فقام يبحث عنه هنا وهناك حتى ابتعد عن مجمع البحرين، وعندما أحس موسى بالجوع قال للفتى: "آتنا غذاءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا تعباً ومشقة." فقال الفتى:" أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت"، فقال موسى في نفسه: "لابد أن الله يريدنا أن نرجع إلى مجمع البحرين" 

وأمر موسى الفتى بالعودة معه حتى مجمع البحرين مرة أخرى ، وعندما عادا إلى مجمع البحرين وجدا ذلك الرجل الصالح الذى كان قد وعده الله بلقائه، وقال موسى له:"هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً؟" ، فقال له الرجل:"إنك لن تستطيع  معي صبراً" ، فرد موسى قائلاً : "ستجدني إن شاء الله صابراً ، ولا أعصي لك أمراً" ، فقال له الرجل الصالح : "إذا كنت ستتبعني، فلا تسألني عن أى شئ أقوم بعمله." فوافق موسى، وذهب مع الرجل الصالح ، سار الرجل الصالح وموسى حتى وصلا إلى مكان ترسو فيه المراكب، فركب الرجل الصالح سفينة وركب معه موسى

وبينما كانت السفينة في وسط الماء وجد موسى أن الرجل الصالح قد أخذ مسمار ومطرقة وأخذ يخرق السفينة حتى أحدث فيها ثقباً، ففزع موسى وقال للرجل: "هل أخرقتها لتغرق أهلها؟" فقال له الرجل:"ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبراً؟" فقال له موسى: "لا تؤاخذني بما نسيت،" ووعد الرجل بأن يسكت ، ونزل موسى والرجل الصالح من السفينة، وبينما هما يسيران إذ وجدا غلاماً يلعب فقتله الرجل، ففزع موسى وصرخ قائلاً:" أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟" فقال له الرجل :"ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبراً."تذكر موسى وعده للعبد الصالح، فوعده مرة أخرى بألا يتكلم بعد الآن. وأستأنف موسى والعبد الصالح مسيرهما حتى وصلا إلى قرية، ولم يكن معهما طعام أو نقود. وعندما شعر موسى والفتى الذي معه بالجوع تقدم موسى ومعه الرجل ليطلبا الطعام، ولكن لم يرد أحد من أهل المدينة أن يعطيهما شيئاً 

وبينما هما يسيران في المدينة فإذا بهما يجدان جداراً مائلاً يريد أن ينهدم، فأخذ الرجل يرمم هذا الحائط ويقويه حتى أصبح الجدار متيناً، وعندما أراد الرجل أن ينصرف قال له موسى "لقد رممت الجدار في تلك القرية التي لا تجد فيها طعاما ولا نقود، ألا تستطيع أن تطلب أجراً على هذا العمل، فإنك لو شئت لأتخذت عليه اجرا." قال الرجل الصالح لموسى: هذا فراق بيني وبينك، سأخبرك بتفسير هذه الأشياء التي لم تصبر عليها". أما فالسفينة التي أخرقتها فيملكها جماعة من المساكين، ويرتزقون منها ، وكانوا في طريقهم إلى ملك ظالم يأخذ كل سفينة غصباً، فأردت أن أعيبها بهذا الخرق حتى لايأخذها هذا الملك ، أما الغلام فهو ولد شرير، وقد أعلمني الله بأنه سيصبح كافراً إذا كبر ،وأنه سيسبب لوالديه مصائب كثيرة، وقد أراد الله أن يموت هذا الغلام ليرزق أهله خيراً منه، ولهذا قتلته.

أما الجدار المتهدم فكان لغلامين يتيمين، وكان تحته كنز لهما، ولو أنني تركت الجدار يتهدم لظهر هذا الكنز ونهبه أهل القرية من الغلامين الصغيرين، أما الآن فسيبقى الكنز تحت الحائط حتى إذا كبر الغلامان انتفعا به، وكل ما فعلته كان بأمر الله ، رفع موسى وجهه إلى السماء ليشكر الله على لقاء هذا الرجل الصالح الذى علمه أشياء كثيرة ، حيث انه علمه كيف يصبر ، وألا يلوم الناس على الأشياء التى لايعرف سرها ، وعلمه أيضاً أن الانسان لايعرف أشياء كثيرة، وأن الانسان يجب أن يعمل الخير حتى و إن لم يأخذ أجراً عليه، ثم نظر إلى جانبه فلم يجد الرجل الصالح، فلقد انطلق إلى حيث يعلم الله وحده .ولكن يبقي السؤال الممتد طوال عقود هل سيدنا الخضر هذا كما يردد المتصوفة وكما تقول الكتب القديمة والعالمون ببواطن الأمور مازال حيا يرزق حتي ساعتنا هذه ؟ وإذا كان كذلك أين هو الآن ؟؟ وهل له دور في أحداث آخر الزمان ؟؟؟ في الحقيقه لقد ذكر ابن كثير روايات كثيرة عن بقاء الخضر حيا حتي يومنا هذا.. 

ولكن الصحيح كما قال البخاري في صحيحه أنه قد مات استنادا لما قاله المولى عز وجل في محكم آياته: «وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد» ، وكذلك ما ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال: "رأيتم ليلتكم هذه. فإنه إلى مائة سنة قادمة لا يبقي ممن هم علي وجه الأرض اليوم أحد " وأما قول بعض الصوفية في أن سيدنا الخضر مازال حيا يرزق ولن يموت إلا عندما تقوم الساعة ، فالأدلة في القرآن تبطله بأعتبار ما قاله الله لنبيه محمد صلي الله عليه وسلم: «إنك ميت وانهم ميتون».. وإنه لن يبقي علي ظهر الأرض من الأحياء أحد بعد مائة عام ، والخضر هنا مات وشبع موتا ، وسيدنا الخضر يقال انه نبي الله ألياس عليه السلام ولكن قد ذكر سيدنا الياس في القرآن علي حده هو وأبنه فهو ٱيليا وابنه سين وقال تعالي "سلام علي إل ياسين" وهنا "إل" لاتعني آل بمعني عائله ولكن هي تقرأ "إل" بمعني إليا وأبنه يس كما ذكرة الله في سورة يس ، ورغم ذلك ذكر في القرآن الكريم كلمة المنظرين في قوله تعالي " إنك لمن المنظرين" ، وكان كلام الله موجه إلي أبليس وحده ولكن "المنظرين" جمع أي أن المنظرين أكثر من واحد ، وكتبت لكم سابقاً أن أبليس والدجال من المنظرين ، فقد يكون الخضر عليه السلام منهم ، ولنا في هذا موضوع آخر إن شاء الله قريباً .. 

  

أقرأ أيضاً ..

الأكثر قراءه