سر النيران القديمة الخالدة

سر النيران القديمة الخالدة



من خلال ضباب الوقت الماضى ، كان أسلافنا يمتلكون الكثير من الأسرار و العديد من  الغرائب كذلك ، إن العديد من هذه الأسرار يتخذ شكل تقدما غريبا أو تقنيا وقد إعتبرها هؤلاء القدماء أمراً مفروغاً منه ، ولكنها تمثل لنا ألغازا نسعى للحصول على إجاباتها ومن المؤكد أن أحد هذه الشذوذات الغريبة على صفحات التاريخ هى تلك النيران المفترضة التى لا تفسر أبداً والتى تضئ بقايا حضارات عظيمة وغامضة ولا يمكن إخمادها بالوسائل الأرضية وتنطفئ من تلقاء نفسها وتبقى أسرار الإضاءة بالنيران المقدسة مفقودة عبر التاريخ ، وإن وجود المصابيح الغامضة التى من المفترض أن تضيئ  لقرون و حتى أبديًا من دون أى تدخل بشرى قد تم ذكرها طويلا عبر التاريخ وفى أجزاء كثيرة من العالم  ! 

وبالطبع الأشهر بتلك الحكايات السائدة و بشكلا خاص هى مصر ، فقد إعتقد المصريون أن الأموات إحتاجوا إلى بعض مصادر الضوء لإرشادهم إلى العالم السفلى وكذلك لإبعاد الأرواح الشريرة التى من شأنها أن تعوق رحلتهم أو تضر بهم ولهذه الغاية صنع القدماء نوعًا من المصابيح أو  مصدر معين للضوء داخل المقابر ، كما إن علماء الآثار وعلماء المصريات يوافقون على أنه لا يوجد دليل على مصادر للهب العادى المعروف حيث لم يتم العثور على أى بقايا أو علامات داخل هذه الغرف المظلمة التى قد تشير إلى المشاعل التقليدية اذا كيف فعلوا ذلك؟ كيف قاموا بصنع هذه الإضاءة الخالدة ؟! وتقول إحدى النظريات أن هؤلاء  القدماء وجدوا طريقة لتسخير التكنولوجيا لإنتاج الأضواء الخالدة التى يمكن أن تشتعل إلى أجلا غير مسمى دون أى مصدر للوقود ! 



والتى قيل عنها إنها قوة الآلهة الذين تمكنوا من تعلم أسرارها وقد تم وصفها بأنها "مصابيح مشتعلة بإستمرار منذ العصور القديمة "من قبل العديد من الكتاب والمستكشفين على مر العصور منذ عام 100 قبل الميلاد كما أن هناك ما تم رسمه على ورق البردى ووصفه الفيلسوف العربى "إيمبليخوس" فيما بعد وهو يخبرنا عن الرحلة الإستكشافية المكونه من مجموعة باحثين سعوا للوصول إلى غرف تحت الأرض فى الجيزة وكانت تلك مغامرتهم عن هذا اللهب الأبدى !  وفقا ل "Iamblichus " لقد جئنا إلى الغرفة وعندما دخلنا كانت مضاءة أوتوماتيكيا بضوء من أنبوب على  ارتفاع 6 بوصات و عندما إقتربنا من الأنبوب أشرق أكثر مما زاد من خوف العمال فهربوا فى الاتجاه الذى أتينا منه! وللغرابة  عندما لمسته إنطفئ و بذلنا كل جهد ممكن لإشعاله مرة أخرى دون جدوى ،و كانت الإضاءة تعمل فى بعض الغرف وفى غيرها لم تكن تعمل

 وعندما فتحنا أحد الأنابيب نزف حبات من سائل فضى اللون سرعان ما إنسال على الأرض حتى إختفى و مع مرور الوقت بدأت أنابيب الضوء تخبوا تدريجيا وقد كان الإعتقاد قديما أن أنابيب الضوء تم إنشاؤها من قبل الحبيب "Imhotep"  الذى سيعود يوما ما لجعلها تعمل مرة أخرى !! لقد إستمرت قصص المصابيح الأبدية على مر العصور ورغم تباين الأماكن ، وكان كاتب السيرة الذاتية اليوناني بلوتارخ (26 - 120 ميلادية) أن كتب عن مصباحًا مشتعلًا على مدخل معبد جوبون عمون فى مصر وإدعى أنه غير قادر على إطفائه بالرياح أو المطر أو بأى طريقة أخرى كما وجدت أيضا فى معبد أبوللو كارنوس فى سيرين ، ومعبد آدربان العظيم فى أرمينيا  مصابيح أبدية مماثلة ، كما كتب الكاتب اليونانى الكلاسيكى "بوسانياس" أيضا عن مصباح فى معبد "مينيرفا بولياس فى أثينا" بقى مشتعلا لسنوات دون التزود بالوقود ! 



وخلال العصور الرومانية كان هناك العديد من الحسابات لمثل هذه المصابيح المشتعلة بإستمرار فمن المفترض أن الملك الثانى لروما "نوما بومبيليوس" قد خلق مصدر ضوء يمكن أن يحترق إلى الأبد وإن كانت هذه الحقيقة لا يعرفها أحد ، أيضا هناك مصباح عثر عليه فى مقبرة" Pallas" ابن الملك إيفاندر فى عام 140 ميلادى والذى كان وفقا للأسطورة مشتعلا لأكثر من 2000 سنة فى مزيج غامض من مادة تشبه الهلام داخله ! و فى عام 527 م كان هناك أيضا إكتشاف قام به الجنود الرومان الموالون للإمبراطور "جستنيان" فى إديسا ، سوريا ، هناك العديد من الأفكار عن كيفية عمل تلك الشعلات و على سبيل المثال يُعتقد أنها ربما استغلت الفتائل المصنعة من بعض المواد الخاصة مثل الأسبستوس وغيرها من المكونات ، والتى كان يسعى الكيميائيين إليها فى ذلك الوقت وكانت تسمى "صوف السمندر"  وهناك أيضًا العديد من الوصفات الكيميائية مثل الصيغ المكتوبة فى عمل" HP Blavatsky ، Isis Unveiled "  ،

 بالرغم من بعض التقنيات القديمة الذكية والمبتكرة التى فقدناها و بعض براعة القدماء التى تم دفنها مع أسرارهم  ففى النهاية تظل فكرة الشعلة التى يمكن أن تحترق إلى الأبد بدون مصدر للوقود المستمر مستحيلة علمياً وربما سخيفة بعض الشىء فمن غير الممكن أن تكون شعلات غير محدودة مصدرا لضوءا لانهائيا  ، إننا لا نستطيع توفير الحرارة والوقود وعامل الأكسدة إلى أجل غير مسمى ، ومع ذلك فإن هذه الحالات تمتد إلى وقتا بعيد كما إنه لا يوجد  دليل مادى على المصابيح الخالدة التى من المفترض أنه تم إكتشافها على مدار التاريخ مما يتركنا دون شىء ملموس لإثبات أى منها و الأكثر منطقية أن هذه مجرد أساطير وخرافات ، ولكن ربما كان هناك شىء عرفه أسلافنا لا نعرفه وهناك بعض المعرفة السرية المخبأة هناك والتى قد لا نجدها أبداً لأنها تنتمى إلى عجائب العالم القديم .



أقرأ أيضاً ..

الأكثر قراءة