لا يصدق "مخلوقات تعيش داخل البركان " !! (فيديو)


لا يصدق .. كائنات تعيش فى قاع البركان !



هناك قوى على الأرض قادرة على تغيير التضاريس وخلق أو طمس جزر بأكملها وتسبب تحولات طبيعية على نطاق عالمى ! منذ مئات الملايين من السنين ، بدأت هذه القوى نفسها فى تشكيل المناظر الطبيعية الأرضية الأولى ، ونشر مختلف المعادن فى جميع أنحاء الصخور الأولية ، و هذه القوى غامضة لدرجة أنه حتى أفضل الباحثين المجهزين بأحدث التقنيات لا يستطيعون التنبؤ بموعد تأثيرهم القوى على هذا الكوكب فى كل مرة كما كنت قد خمنت ، أنا أتحدث عن البراكين بفضل الأفلام والتلفاز لدى معظمكم بالفعل فكرة عن ماهية البراكين تلك القوة الهائلة المندفعه" لافا " للحمم المنصهره والتى لا يصدها شئ ونعلم أيضا عن مدى خطورتها... 

قد يكون بعضكم فى الواقع قد رأى هذا عن قرب ، فقد يوجد حاليا أكثر من ألف بركان فى العالم وحوالى 500 منهم نشطين ، وهذا يعنى أنه فى أى لحظة يمكن أن يستيقظوا وينفجروا !! إن الثورات البركانية عبارة عن إنقطاعات وعندما تصعد الصهارة إلى السطح فيقع الغاز فى الصهارة ثم يهرب إلى الغلاف الجوى بعد ذلك ، وتتحول الصهارة إلى الحمم و التى يمكن أن تدمر المناطق المحيطة بها فى غضون ساعات  ، حيث يمكن أن تصل سرعة تدفق الحمم إلى عدة أمتار فى الثانية وتتجاوز درجة الحرارة 2200 درجة فهرنهايت أو 1200 درجة مئوية ، و يبدو أن الحياة الموجودة فى أى مكان قريب من هذه العمالقة الجيولوجية يجب أن تكون ببساطة مستحيلة ... لكن ماذا لو أخبرتك أنه ليس كذلك و إنه ممكن؟!

فى العصور القديمة كان يعتقد الناس الذين يعيشون بالقرب من البراكين أن الآلهة تعيش فى عمق هذه الجبال ! ولقد مرت الآن آلاف السنوات ووصلت البحوث العلمية إلى نقطة فى الثمانينيات عن البراكين وما حولها فقد تم إكتشاف البكتيريا التى تعيش فى درجات حرارة تفوق درجة الغليان  بمراحل وفى ذلك الوقت كان هذا الإكتشاف مذهلاً ولا يمكن تصوره لأن بنية الحمض النووى أظهرت أنه تم تدميرها عند درجة حرارة أقل بكثير من 176 درجة فهرنهايت أو حوالى 80 درجة مئوية ولكن خلافا لما قد تظنه فإن هذه البكتيريا لم تنجح فقط في تسخينها في الحرارة الحارقة فحسب بل إنها ماتت بشكل مذهل عندما وضعت فى الماء البارد كذلك ! كما تبين أن البراكين الصغيرة تحت الماء و الموجودة في قاع المحيط على عمق يتراوح ما بين كيلومترين إلى أربعة كيلومترات غنية بشكل خاص بالتنوع البيولوجى ! 

 إن درجات الحرارة حول هذه البراكين أعلى بكثير من مستوى قتل الحياة الذى يدمر الحمض النووى بالإضافة إلى أن ضغط المياه فى أعماق البحار يكون هائلاً وإلى أن يتدفق إلى الأعلى فإن الماء نفسه مشبع بالعديد من المعادن الثقيلة الخطيرة والسامة مثل كبريتيد الهيدروجين و مجموعة متنوعة من المواد السامة الأخرى ومع ذلك فإن حوالى 400 نوعًا مختلفًا تتعايش فى المناطق المحيطة بالتشكيلات الجيولوجية للغاز والحمم البركانية ! بالإضافة إلى الكائنات الحية متعددة الخلايا و يشمل هذا الحشد أيضًا مجموعة متنوعة من الديدان والروبيان وسرطان البحر وثعابين البحر ! إن المفاجآت لا تنتهى هنا ففى الآونة الأخيرة في فوهة بركان التجويف فى المحيط الهادئ و على عمق 45 مترا إكتشف العلماء شيئا مذهلا حقا !

 أثناء إجراء مسح لأعماق المحيط الهادئ  قرر بعض الباحثين الميدانيين فى " National Geographic" أن ينظروا إلى ما يحدث بالقرب من بركان "Kavagi "غير المعروف  الذي نتج عنه ثوران عام 2003 ظهور جزيرة جديدة على الخرائط العالمية  وبعد تخفيض كاميرا غاطسة إلى عمق يساوى إرتفاع مبنى مكون من 17 طابقًا مباشرة فى فتحة الحفرة تم التعامل مع مشاهد تجاوزت توقعاتهم الأكثر وحشية على الإطلاق في فوهة بركان "kabocha" تزدهر هناك كميات ضخمة من الأسماك ، وأعداد كبيرة من أشعة مختلفة وأسراب من قنديل البحر !

 هذه الصورة الرائعة حيرت العلماء ، كل هذه المخلوقات أبدت تماما سهولة حياتية فى هذه الظروف التى لا تبدو قاسية بل مستحيلة ، والسباحة بلا مبالاة فى التكوين المنصهر الحامضى شديد الحرارة ! كما لو أن ذلك لم يكن مفاجئًا بما فيه الكفاية ،  كان الباحثون محيرون تمامًا لرؤية العديد من أنواع أسماك القرش من كل الأشياء كان هذا الإكتشاف مذهلاً حقًا ، فبعض البكتيريا فى هذه البيئة التى لا ترحم يمكن تفسيرها بطريقة ما ، ولكن لا يمكن لأحد حتى أن يشك فى أن مثل هذه الكائنات المعقدة مثل أسماك القرش يمكن أن تتكيف مع هذه الظروف القاسية والغريبة ..

 لا يوجد حتى الآن إجابة معقولة للسؤال عن سبب إختيار الحيوانات لهذا المكان الرهيب كبيئة طبيعية لها ؟! لكن على الرغم من إختياراتهم المعيشية الغريبة ، يبدو الأمر وكأن هذه المخلوقات تفعل أكثر من النجاح فى التكيف فقد أصبحوا هم الأطياف الوحيدة لهذه البيئة المحفوفة بالمخاطر وفى الواقع ازدهروا أكثر !!


أقرأ أيضا ..

الأكثر قراءة