"أتلانتس" قارة حقيقية مفقودة أم أسطورة ؟
"أتلانتس" قارة حقيقية مفقودة أم أسطورة ؟
"Atlantis"حضارة أسطورية محصنه بالمعرفة والتقنيات المتقدمة و التى كانت محمية من قبل الإله "بوسيدون" هل الحكاية صحيحة أم أنها عمل خيالى؟و إذا كانت موجودة بالفعل ، فهل سقطت جزاء من الآلهة ، أم أن الجزيرة دمرت بسبب أحداث طبيعية؟ هل تم دفنها فى السهول الطينية فى جنوب اسبانيا ، أم تحت الماء في جزر البهاما ، أم أنها جزيرة بالقرب من اليونان لها تاريخها الخاص للثورات البركانية ، مما أزال أى حياة تسكنها؟ على مدى القرن ونصف القرن الماضى تم طرح هذه الأسئلة وإجراء بحث عنها مع العثور على القليل من الحقائق ، من الممكن وضع ما كان يبدو عليه أتلانتس قبل تدميرها فقط علينا أن نعود حيث بدأ كل شىء .........
فى حوالى عام 330 قبل الميلاد ، كتب الفيلسوف أفلاطون قصة رمزية عن هتوب الأمم حيث يستخدم شخصية خيالية تسمى Critas ليحكى قصة عن حضارة منذ 9000 سنة قبل وقته اسمها" Atlantis" و يقول أفلاطون في قصته أن الجزيرة تقع "أمام فم أركان هرقل" و يعتقد البعض أن هذا مضيق جبل طارق " حيث كان ملك أتلانتس أطلس ، ابن بوسيدون ، وكما تكمن القصة ومع ازدياد قوة الأطلنطيين ، إنخفضت أخلاقياتهم كما أشار أفلاطون إلى أتلانتس فى نقطة على أنها "إمبراطورية الشر المتطورة تقنياً لكن المفلسة أخلاقياً" وقد نما الأطلنطيون بقوة كبيرة لدرجة أنهم احتلوا أفريقيا حتى مصر وأوروبا حتى Tyrrhenia (إيطاليا الأترورية) قبل أن يتراجع عن طريق تحالف بقيادة أثينا و قيل إن أهل هذا التحالف كانوا طاهرين روحياً ومبدعين أخلاقياً وغير قابلين للفساد ، وبعد عودة الأطلنطيين ، فقدوا صالحهم مع الآلهة وكانت الجزيرة قد ضربت بالزلازل والفيضانات مما أدى إلى غرقها فى بحرا موحل
كانت قصة أطلنطس مقبولة على نطاقا واسع في ذلك الوقت كعمل خيالى كان يستخدمه أفلاطون لتحذير الناس من مساوء المجتمع الفاسد ، وبدأ أرسطو وهو طالب من مدرسة أفلاطون وفيلسوفًا مشهورًا ، يقول: "أفلاطون فقط يمكن أن يستحضر الدول من الهواء ثم يدمرها" و على الرغم من قبولها كخيال ، إلا أنها لم توقف بعض الباحثين والمؤرخين عن البحث عنها ، حتى ظهور خريطة قديمة توضح موقع Atlantis ! وتعيد ظهور قصة اتلانتيس ووضعت من قبل وسائل الإعلام الرئيسية حتى عام 1882 ، عندما نشر عضو الكونغرس الأمريكى السابق اغناطيوس لويولا Donnelly "اتلانتيس: العالم Antediluvian" وإقترح دونلى أن دمار اتلانتيس خلال نفس الحدث الذى ذكر فى الكتاب المقدس بإسم الطوفان العظيم ! ونقلاً عن بحث حول حضارة المايا القديمة ، إعتقد دونلى أن أتلانتس كانت مكانًا مشتركًا للحضارات القديمة فى أفريقيا وأوروبا والأمريكتين ويعتقد أيضاً أنها كانت المقر الأصلى للحضارة الآرية التى يمكن العثور على أحفادها ذوى الشعر الأحمر وزرق العينين فى أيرلندا ، واعتقد أيضا أن معظم الإنجازات الهامة فى العالم القديم ، مثل المعادن والزراعة والدين واللغة أتت من أتلانتس !
ليس هذا فقط بل ويرجع الفضل إلى" Donnelly "على نطاقا واسع فى خلق موضوع" Atlantis" كدولة عتيقة كانت متواجده فعلا ، وأصبحت شائعة للغاية خلال القرن العشرين وبسبب كتاباته ، تعد "Atlantis" أساسًا للعديد من الأفلام وألعاب الفيديو والأفلام الوثائقية ، وقد وضعت الأساس للبعثات فى المستقبل ، وفى يومنا هذا بعد أن وضع" دونيلى" العمل على الأرض وأعاد قصة أتلانتس إلى صورة وسائل الإعلام الرئيسية ، سارع معظم علماء اللغة والمؤرخين إلى القول إن أتلانتس عمل خيالى و على الرغم من توافق الأغلبية ، كان لا يزال هناك أشخاص يعتقدون أن أتلانتس كانت حقيقيًة ، و قد زعم العديد من الباحثين أنهم عثروا على موقع أتلانتس بالفعل ، لكن حملاتهم فشلت فى تقديم دليلا واضح على أنهم عثروا بالفعل عليها مع مر السنين ، كانت بعض المواقع موجودة في المحيط الأطلسي ، وأنتاركتيكا ، وبوليفيا ، وتركيا ، وألمانيا ، ومالطا ، ومنطقة البحر الكاريبى ، وفى عام 1974 نشر "تشارلز بيرلتز" كتابًا بعنوان "مثلث برمودا" و كتب عن نظرية تدعى أن أتلانتس كانت سبب مثلث برمودا ، ولكن فى ما أصبح الإتجاه مع معظم الأدلة التى تم العثور عليها وأعلن أنه يؤدى إلى أتلانتيس ، وتم فضحه بعد عام من قبل "لارى Kusche" فى كتابه المسمى "مثلث برمودا - محلول" ، وفى ما يلى بعض من أبرز المواقع التى أعتبرت مكانا للقارة المفقودة
جزيرة سانتورينى .. المعروفة في العصور القديمة كموقع ممكن لأتلانتيس ، إنها جزيرة دائرية ذات هياكل متحدة المركز ، حيث تحدث عنها أفلاطون عندما وصف أتلانتس ، والتى يمكن تأريخها قبل ثوران بركان مينوان وقد كانت هناك أيضا إكتشافات أثبتت أنها كانت متقدمة ومتطورة ومزدهرة قبل اندلاع البركان فى مينوان ، كما كان هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان سولون ترجم التواريخ بشكلا صحيح أم لا ، مما يعنى أنه بدلاً من أن تكون الجزيرة قبل 9000 سنة من وقت أفلاطون ، كان ذلك قبل 900 يوما فقط من وقته
طريق بيمينى" جزر البهاما" .. في 2 سبتمبر 1968 ، اكتشف ثلاثة غواصين بأسماء J. Manson Valentine ، و Jacques Mayol ، و Robert Angove ، تشكيلًا صخريًا بالقرب من جزيرة North Bimini فى جزر البهاما ، و يقاس التكوين الصخرى على بعد نصف ميل تقريباً ، وقد تم وضعه على شكل شُرف ، ويتألف من كتل مسطحة ، مستطيلة ، جدلية ، شبه مستطيلة ، ومضلعة وغير منتظمة ، وقد أعطيت إسم طريق بيمينى لأن بعض الناس يعتقدون أنها الطرق القديمة التى وضعتها" Atlantians" ، و يعتقد البعض الآخر أنه أعلى الجدار ، لذلك يطلق عليه أحيانًا جدار بيمينى منذ تم العثور على تشكيل الصخور الأصلى ، وقد تم العثور على إثنين آخرين و التى تسير بالتوازى مع الأصلى ، وفى عام 1977 تم أخذ عينة من الطريق لإختبار الكربون و تم الإنتهاء من الاختبار فى عام 1979 ، وكانت النتائج إنه من حوالى 3500 سنة وقد زار العديد من الجيولوجيين وعلماء الآثار والمهندسين البحريين ، فضلا عن العديد من الغواصين ، هذه المواقع على مر السنين ، ومن بين معظم الخبراء ، فإن الإجماع العام هو أن Bimini Road طبيعية مصنوعة من صخور الشاطئ .
جنوب إسبانيا ..فى مارس 2009 حتى 2010 قاد "ريتشارد فريوند " مجموعة من علماء الآثار والجيولوجيين فى رحلة إستكشافية إلى الشقق الطينية فى جنوب إسبانيا ، وتم إستخدام رادار أرضى ، ورسم خرائط رقمية ، وتكنولوجيا تحت الماء لإكتشاف هيمنة متعددة الحلق فى مستنقعات "متنزه دونا آنا" كما إكتشف "فروند" سلسلة من المدن التذكارية فى وسط إسبانيا مبنية على صورة أتلانتس ، ويضيف" فروند "أن سكان الأطلنطيين الذين لم يموتوا فى كارثة تسونامى التى دفنت أتلانتيس فى المستنقعات قد هربوا إلى الداخل وبنوا المدن التذكارية الجديدة ! نستنتج من هذا إنه رغم عدم وجود دليل قاطع على وجود أطلنطس ، إلا أنه لم يردع بعض المؤرخين وعلماء الآثار والجيولوجيين عن الكتابة أو البحث عنها ، وسواء أكانت أتلانتس حقيقة أم لا ، فإن البحث سيستمر لأن فكرة مجتمع متقدم يوتوبى أمرا مثيرا للإهتمام ، لا يوجد أى إنكار لتأثير أتلانتيس على صناعة التعجب وربما سنجدها يوما ما ، و ربما كانت قصة ذكية أعدها أفلاطون لتحذيرنا من أن تصبح الحكومات جشعة وقوية فى كلتا الحالتين ، إنها قصة مثيرة يجب النظر فيها .
أقرأ أيضا ..