الجزيرة الغامضة التى "تظهر وتختفى" دون أى أثر !
الجزيرة الغامضة التى "تظهر وتختفى" دون أى أثر !
هل سمعت يوميا عن الأشياء التى تظهر وتختفى من تلقاء نفسها ؟ إنها واحدة من أكثر الأساطير الشعبية التى تروى عن الجزيرة المتجوله وكيف تظهر جزيرة الكنارى الثامنة وتختفى بالقرب من "هييرو" وهو ما يمكن ملاحظته من خلال البحر و السحب من تينيريفى، لا بالما، هييرو ولا غوميرا ، إن هذه الجزيرة التى عرفت منذ العصور القديمة ، كانت واحدة من أسرار الملاحة العظيمة نظرا لشهادات لا حصر لها ذات صلة بها ، لقد كانت هناك رحلات رسمية للعثور عليها ، بل و كانت جزءاً من المعاهدات السياسية والمحاولات لإمتلاك سيادتها ، إنها جزيرة" San Borondón" المراوغة والغامضة ، وإن أصل تاريخ رؤية الجزيرة يرجع إلى رحلة بحرية عام 516 م ، على يد الراهب الإيرلندى "سانت بريندان "الذى لعب دور البطولة فى واحدة من أكثر الأساطير الشهيرة لثقافة سلتيك: رحلة القديس برندان أو "Brandano" إلى أرض الميعاد المباركة ، وجزر السعادة والثروة والجزر المحظوظة .
ووفقًا لهذه القصة الأسطورية ، عبر الراهب المحيط الأطلسى مع 17 شخصًا آخر من المؤمنين فى قارب هش حتى عثروا يومًا ما على جزيرة مليئة بالأشجار والنباتات الأخرى ، حيث قرروا النزول وعند وصولهم إلى أرض الجزيرة قرروا الإحتفال بالقداس بعد الإستيلاء عليها ، وفى تلك اللحظة بالضبط بدأت الأرض بالإرتعاش حيث إهتزت الجزيرة كلها وقد بدا وكأن لها حياة خاصة بها فبدأت تتحرك وكأنها كيانا واحدا مستقلا ! و تروى الأسطورة أنه بدلاً من وجود جزيرة صغيرة تحت أقدام الرهبان إذ بهم على ظهر مخلوقا بحريا ضخما ! و بعد المرور بمخاطر لا حصر لها تمكن" برندان "من العودة إلى أيرلندا ، وقد أكد بعض الكتاب الرحلة التى أبحر بها الراهب فى الحقيقة نحو سواحل أمريكا الشمالية ! ومع ذلك فإن بناء أسطورة "سان بورونديون " قد أغرى الكثيرين فقاموا بالعديد من الحملات الإستطلاعية من قبل الإسبان والبرتغاليين تحديدا ، وكان هذا فى القرن الخامس عشر للعثور على هذه الجزيرة الأسطورية ! لقد كانت العقلية الخرافية مؤثرة إلى حد أنها كانت قادرة على تلويث الطابع العلمى الذى ينبغى أن يكون عليه خاصا عند التحديد الصحيح لرسم الخرائط ، ومن خلال هذا التأثير أصبحت حتى فى القرارات الجيوسياسية ، وفى عام 1479 توصلت إسبانيا والبرتغال إلى إتفاق دبلوماسى فى معاهدة "Alcazovas-Toledo "، حيث قسمت كلتا القوتين أراضى المحيط الأطلسى فى هذه المعاهدة وتم الإعتراف لأول مرة بسيادة جزر الكنارى من قبل" تاج قشتالة" فى الإعتراف المذكور ، ولقد جاء" ليوناردو توريانى" المهندس فى خدمة فيليب الثانى لوصف حجمها وموقعها فى نهاية القرن السادس عشر بناءا على قصص البحاره الذين أدعوا زيارتها ، حيث سيقع هذا فى غرب الأرخبيل ، على بعد 550 كيلومتراً إلى الشمال الغربى من إل هييرو ، وعلى بعد 220 كيلومتراً إلى الغرب من جنوب غرب لا بالما ولا غوميرا وإى هييرو .
وقد قدمت المشاهدة الأكثر شهرة من قبل المصور" مانويل رودريغيز كوينتيرو "فى عام 1957 لنشره صورة ظلية إنتشرت جدا للجزيرة الغامضة" San Borondón" وقد شاهد هذه الظاهرة العديد من سكان لوس يانوس وتاكاكورتى ، و تم نشر الصورة فى ABC فى مقال بعنوان تم تصوير جزيرة" San Borondón" المتجولة للمرة الأولى ، إنها غير مسجلة فى أى خريطة حالية ، ولا فى أى صورة فضائية (خرائط الأقمار الصناعية) على الرغم من وجود نظريات مختلفة بشأنها فإن العلم سيظهر أنها ليست أكثر من مجرد سراب بسيط من معظم الجزر الغربية و لا سيما بالما ، والتفسير العلمى هنا يقول إنه قد يؤدى الفرق فى درجة الحرارة بين طبقات الهواء إلى إنعكاس الضوء الساقط مما يخلق الوهم لأولئك الذين ينظرون إليه وتجعلهم مؤمنين برؤية سلسلة من المناظر البعيدة التى لا يتطابق موقعها مع الواقع ، وعلى الرغم من ذلك لا تزال "سان بورونديون" تتواجد بإستمرار فى الفولكلور الشعبى لجزر الكنارى ، وبالتأكيد لا يوجد سكان من تينيريفى أو لا بالما أو لا غوميرا أو إل هييرو لم يضعوا أنظارهم فى الأفق لتسجيل رؤيتهم الخاصة بحثًا عن جزيرة "سان بورونديون" المفقودة .
أقرأ أيضا ..