"أطفال Woolpit الخضر" القادمين من أرض القديس مارتين


"أطفال Woolpit الخضر" القادمين من أرض القديس مارتين 


 

The Children of Woolpit  وهى قصة قديمة يعود تاريخها إلى القرن الثانى عشر ، والتى تحكى عن طفلين ظهرا على حافة حقل فى قرية" وولبيت ، إنجلترا " فى قرية "Woolpit" الواقعة فى سوفولك ، شرق أنجليا ، فى العصور الوسطى حيث تقع ضمن أكثر المناطق إنتاجًا زراعيًا وذات كثافة سكانية فى ريف إنجلترا ، كانت القرية تابعة لدير بورى سانت ادموندز الغنى والقوى فى ذلك الوقت ، وتم تسجيل القصة من قبل مؤرخين من القرن الثاني عشر " رالف كوجاستول " 

 و رئيس دير Cistercian فى Coggeshall (حوالى 26 ميل / 42 كم جنوب Woolpit) ، حيث سجل روايته عن الأطفال الخضر فى the Chronicon Anglicanum (English Chronicle) و ويليام من نيوبورج (1136-1198 م) ، وهو مؤرخ إنجليزى وقانون فى دير أوغستينيان نيوبيرغ ، إلى أقصى الشمال فى يوركشاير ، والذى يتضمن قصة الأطفال الخضر فى عمله الرئيسى هيستوريا رِرْم أنغليكاروم (تاريخ الشؤون الإنجليزية) وقد ذكر الكتاب أن الأحداث وقعت فى عهد الملك ستيفن (1135-54) أو الملك هنرى الثانى (1154-1189) ، وهذا إعتمادًا على أى نسخة من القصة تمت قرائتها

أما عن قصة الطفلين ووفقا للرواية فقد تم العثور على صبى وأخته من قبل الحصادين الذين يعملون فى حقولهم فى وقت الحصاد بالقرب من بعض الخنادق التى تم حفرها لقتال الذئاب فى سانت مارى من وولف بيتس (وولبيت)  ، طفلين صبى وفتاة يخرجان من أحد الكهوف فى حالة خوف شديد و كانت بشرتهما ممزوجة بلونا أخضر ، وكانت ملابسهما مصنوعة من مواد غير مألوفة ، 

وكان كلامهما غير مفهوم للحصادين و قد تم نقلهم إلى القرية ، حيث تم قبولهم فى منزل مالك الأرض المحلى ، السير ريتشارد دى كين فى ويلكس ، لم يأكل الأطفال أى طعام يقدم لهم رغم كونهما جائعين ، و فى نهاية المطاف أحضر القرويون حبوب الفاصوليا التى حصدت مؤخرا ، والتى التهمها الأطفال حيث ظلا على قيد الحياة فقط على تناول الحبوب لعدة أشهر حتى بدءا فى إستطعام الخبز 



وبعدها مرض الصبى وسرعان ما إستسلم للمرض وتوفى بعدها بينما بقيت الفتاة بصحة جيدة و قد بدأت تفقد لون بشرتها ذات الخضار ،  ومع الوقت تعلمت كيف تتحدث الإنجليزية وتزوجت فى وقتا لاحق من رجل فى" King's Lynn " فى مقاطعة نورفولك المجاورة ، ووفقا لبعض الروايات فقد أتخذت إسم "أغنيس بارى" على الرغم من أن هذه التفاصيل لم يتم التحقق من صحتها حتى الآن خاصا بعد أن تعلمت الفتاه كيف تتحدث الإنجليزية وبدأت تنقل قصة أصولها للأخرين ،  أرض غريبة تحت الأرض!! وأفادت الفتاة أنها وأخوها أتيا من "أرض القديس مارتين" ، حيث لم تكن هناك شمسا ، ولكن شفق دائم ، وكان جميع السكان خضر البشرة مثلهما ووصفت أرضًا أخرى "مضيئة" يمكن رؤيتها عبر النهر ، كانت هى وأخيها يبحثان عن قطيع أبيهما عندما جاءا إلى كهفا ودخلوا وتجولوا من خلال الظلام لفترة طويلة حتى خرجوا من الجانب الآخر ، ليجدوا ضوء الشمس الساطع فى عيونهما والتى وجدا أنها مذهلة حقا !

على مر القرون وبطبيعة الحال فقد تم طرح العديد من النظريات لتفسير هذا الحدث الغريب خاصا فيما يتعلق بلونهما الأخضر ، وهناك اقتراح واحد يستبعد كونهما من عالم آخر و هو أن الأطفال كانوا يعانون من فقر الدم Hypochromic Anemia ، المعروف أصلاً باسم Chlorosis (قادماً من الكلمة اليونانية 'Chloris' ، بمعنى أصفر مخضر) و سبب هذه الحالة هو إتباع نظام غذائى سيئ للغاية يؤثر على لون خلايا الدم الحمراء وينتج عن ذلك لونًا أخضرًا ملحوظًا فى الجلد 

 وقد دعم هذه النظرية حقيقة أن الفتاة توصف بأنها عادت إلى اللون الطبيعى بعد إتباع نظام غذائى صحى مختلف عما ألفته  ! أما فيما يتعلق بوصف الأرض الغريبة فقد إقترح "بول هاريس" فى دراسات فورتيان 4 (1998) أن الأطفال كانوا أيتامًا فلمنكيين ، ربما من مكان مجاور يعرف باسم فورنهام سانت مارتن ، والذى كان مفصولًا عن وولبيت من نهر لارك  ! وقد وصل الكثير من المهاجرين الفلمنكيين خلال القرن الثانى عشر ولكن تم اضطهادهم فى عهد الملك هنرى الثانى وفى عام 1173 قتل كثيرون بالقرب من بورى سانت ادموندز ،  إذا كانوا قد فروا إلى ثيتفورد فوريست ، فقد يبدو وكأنه شفق دائم للأطفال الخائفين  !



 قد يكونا قد دخلا أيضا أحد ممرات الألغام العديدة فى المنطقة ، والتى أدت بهم فى النهاية إلى وولبيت ، أما عن الملابس الغريبة واللغة الأغرب فلا يوجد تفسير منطقى لهما ، وقد إقترح معلقون آخرون وجود مصدر "آخر غير دنيوى" للأطفال ،  وعلق روبرت بيرتون فى كتابه 1621 "تشريح الكآبة" أن الأطفال الخضر "سقطوا من السماء" ، مما دفع الآخرين إلى التكهن بأن الأطفال قد يكونوا من خارج الأرض  وفى مقال نشر عام 1996 فى المجلة التناظرية ، افترض الفلكى" دنكان لونان" أن قد تم نقلهم عن طريق الخطأ إلى وولبيت من كوكبهم الأصلى ، والذى قد يكون محاصرا فى مدار متزامن حول شمسه ، مما يعرض الظروف للحياة فقط فى منطقة الشفق الضيقة بين سطح شديد الحرارة وجانب مظلم !

 لقد مرت على قصة الأطفال الصغار أكثر من ثمانية قرون منذ أول أحداث مسجلة فى حين أن الحقائق الحقيقية وراء القصة قد لا تكون معروفة حتى الآن ، إلا أنها قدمت الإلهام للعديد من القصائد والروايات والأوبرا والمسرحيات فى جميع أنحاء العالم ، وتستمر فى التقاط خيال العديد من العقول التى تحاول معرفة حقيقة الأطفال خضر اللون .


أقرأ أيضا ..

الأكثر قراءة