أسرار الكون بالأرقام : أسطورة الوجود بين الفلسفة والعلم
أسرار الكون بالأرقام : أسطورة الوجود بين الفلسفة والعلم
الكون ذلك الفضاء الشاسع الذى يحتوى على كل ما نعرفه وما لا نعرفه، من المجرات والنجوم والكواكب إلى المادة المظلمة والطاقة المظلمة ، وعلى مر القرون، حاول العلماء فك أسرار الكون بإستخدام الأرقام والنظريات العلمية ،
وفى هذا السياق، يمكننا أن نتحدث عن تاريخ علم الكونيات الذى إمتد عبر العصور المختلفة ، ولنبدأ باالعصور القديمة :
- (قبل القرن السادس عشر) وفى هذه الفترة، كانت مفاهيم الكون تعتمد على الملاحظات البسيطة والتصورات الفلسفية حيث إعتقد الفلاسفة القدماء أن الأرض مركز الكون، وأن الأجرام السماوية تدور حولها.
- ( أرسطو ، Aristotle) : قدم الفيلسوف اليونانى نموذجً (مركزية الأرض ،geocentric) وفيها تدور الشمس والكواكب حول الأرض.
- القرن السادس عشر ، الثورة الكوبرنيكية : قدم ( نيكولاس كوبرنيكوس ، Nicolaus Copernicus) نموذجً (مركزية الشمس ،heliocentric) وفيها تدور الكواكب حول الشمس.
- القرن السابع عشر، قوانين (كبلر، Johannes Kepler) : وضع ( كبلر ) قوانين حركة الكواكب، موضحًا أن الكواكب تتحرك فى مدارات إهليلجية (بيضاوية الشكل ).
- القرن السابع عشر (إسحاق نيوتن ،Isaac Newton) : قدم (نيوتن) قوانين الجاذبية والحركة، مما وفر إطارًا لفهم حركة الأجسام فى الكون.
- القرن العشرين ( ألبرت أينشتاين, Albert Einstein): كان هذا وقت نظرية النسبية العامة، التى غيرت فهمنا للجاذبية والزمكان.
- القرن العشرين (الإنفجار العظيم ، Big Bang Theory) : تم تطوير نظرية الإنفجار العظيم و شرح أصل الكون، مدعومة بإكتشاف إشعاع الخلفية الكونية.
- القرن الحادى والعشرين (علم الكونيات الحديث) : تم إكتشاف الطاقة المظلمة (Dark Energy) والمادة المظلمة (Dark Matter) .
أسرار الكون بالأرقام وفقًا ل (فيثاغورس ، Pythagoras) :
وهو عالم وفيلسوف قديم، يُعرف بنظريته التى غيرت الرياضيات، والقدرة على الإستماع إلى صوت المجالات، والكشف عن الهندسة المقدسة ـ وهى نسبة موجودة فى الطبيعة مثل الختم الإلهى ـ وإهتمامه بعلم الأعداد (Numerology ) حيث تؤثر الأرقام على شخصية البشر ، ومع ذلك، لا يعرف الكثيرون الفلسفة الحقيقية وراء الأرقام ولماذا تعنى أكثر من مجرد الكمية ، وهنا يمكننا محاولة فهم التاريخ الكامل للكون ، فالنتبع رحلة (فيثاغورس) عبر حياة الكون فى تسع لحظات :
الرقم 1 : يمثل القوة الحيوية (Vital Force) والنقطة المركزية (Central Point) التى تحتوى على كل الأشياء ، كما يُعبر عن الإرادة .
الرقم 2 : يمثل ( الثنائية ، Duality) النور والظلام، الخير والشر و
يُشير إلى الإنفجار الأعظم والإنفصال الضرورى لوعى الكون.
الرقم 3 : يرمز إلى الشكل والذكاء و يمثل المثلث كأول شكل هندسى، وأيضاً يعكس وجود النماذج الأولية.
الرقم 4 : يشير إلى ( العناصر الأربعة ، Four Elements) النار، الهواء، الماء، والأرض ، كما يمثل ( العالم المادى ، Physical World) ويُعبر عنه بالمربع أو المكعب.
الرقم 5 : يرمز إلى الحياة البشرية والتطور و يمثل النجم الخماسى مع أربعة أطراف تمثل الجسم والعقل.
الرقم 6 : يعبر عن العالم المثالى والحاسة السادسة و الحدس , وقدرة العقل على إعادة إنتاج النماذج.
الرقم 7: يمثل الوحدة والترابط كما يُعتبر رمزًا للعودة إلى الحالة الأصلية، وهو (الصليب ، Christian Cross) فى التقليد المسيحى.
الرقم 8 : يرمز إلى الخلود و( اللانهاية ، Infinity)،
و يمثل( االأفعى التى تبتلع ذيلها ، Ouroboros) فى دورة أبدية.
الرقم 9 : يشير إلى إستعداد الكون لبدء جديد و يُعبر عن الدورة المستمرة من الإنفصال والعودة.
وهنا تُظهر هذه الأرقام كيف يمكن فهم تاريخ الكون وروح الإنسانية من خلال العد، مما يعكس فلسفة (فيثاغورس) فى الربط بين الأرقام والطبيعة .
حقائق عن الكون وأرقامه الأساسية :
- يقدر عمر الكون حوالى 13.8 مليار سنة .
- عدد المجرات يقدر بحوالى 2 تريليون مجرة .
- عدد النجوم فى مجرة درب التبانة حوالى 100-400 مليار نجم .
- (سرعة الضوء ، Speed of Light) و تمثل 299,792 كيلومتر فى الثانية .
- قطر ( الكون المرئى ، Diameter of the Observable Universe) حوالى 93 مليار سنة ضوئية.
- نسبة( المادة المظلمة ، Dark Matter Percentage) تشكل حوالى 27% من الكون.
- نسبة( الطاقة المظلمة ، Dark Energy Percentage) وتشكل حوالى 68% من الكون.
- نسبة( المادة العادية ، Ordinary Matter Percentage) حوالى 5% من الكون.
- ( درجة حرارة إشعاع الخلفية الكونية , Cosmic Microwave Background Temperature)
2.7 كلفن (-270.45 درجة مئوية).
- عدد الكواكب الخارجية المكتشفة أكثر من 5,000 كوكب حتى عام 2023 .
وختاماً فإن الكون، بكل ما يحويه من مجرات شاسعة ونجوم متلألئة وكواكب غامضة، يظل لغزًا عظيمًا يتحدى العقل البشرى، كل رقم نكتشفه، وكل مصطلح نتعلمه، يقربنا خطوة صغيرة من فهم هذا الكون اللامتناهى ، وفى النهاية، ندرك أننا ما زلنا نقف على شاطئ بحر من الأسرار، ننظر إلى الأفق البعيد حيث تختفى الحقيقة وراء ستار من الظلام والضوء، ربما تكون الإجابات الكاملة بعيدة عن متناولنا، ولكن الرحلة نحو المعرفة هى بحد ذاتها أسطورة تستحق أن تُروى.