الحمض النووى البشرى سيمفونية اهتزازية بين العلم والموسيقى


الحمض النووى البشرى سيمفونية اهتزازية بين العلم والموسيقى


لطالما اعتبر الحمض النووى (DNA) هو أساس الحياة، ومخزن للمعلومات الجينية، فهو يحمل الشفرة التى تحدد تكوين الكائنات الحية، ومع التقدم العلمى ظهرت فرضيات تشير إلى أنه ليس مجرد جزىء ثابت، بل أنه نظامًا ديناميكيًا يعتمد على (الترددات الاهتزازية ، vibrational frequencies) والكهرومغناطيسية، مما يخلق ما يشبه (سيمفونية) حيوية تؤثر على الصحة والوعى ، وهذه الفرضية الثورية،رغم تشكيك البعض، تدمج بين العلم الحديث والحكمة الروحية القديمة، لترسم صورة جديدة للحياة، حيث يتحول الجزئ من كيان جامد إلى (هوائى كمى ، quantum antenna) يستقبل ذبذبات الكون ، وفى البداية يجب أن نتعرف على الخصائص الفيزيائية للحمض النووى حيث يتكون من سلسلة حلزونية مزدوجة، وله خصائص ميكانيكية حيوية مثل المرونة والاهتزازات الدقيقة التى تنتج عن حركة الذرات داخل الجزىء، وتُقاس عادة بإستخدام تقنيات مثل (مطيافية الأشعة تحت الحمراء) أو (الرنين المغناطيسى النووى (NMR) ، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الحمض النووى يمكنه امتصاص وإصدار فوتونات (ضوء) فى نطاق الترددات فوق البنفسجية والمرئية، مما قد يؤثر على تفاعلاته الكيميائية. 

 الجذور الروحية ، الاهتزاز كأصل الوجود : 

 ومن المثير للإهتمام أن الفكرة القائلة بأن الكون والحياة يعتمدان على الاهتزاز ليست جديدة ، فقد اعتقدت العديد من التقاليد الفلسفية والروحية القديمة، من الهندوسية إلى الطاوية ، أن الصوت هو جوهر الخلق ، إلا أن العلم الحديث قد همش ما عرفته الحضارات القديمة التى اعتبرت أن (أوم ، Om) ليست مجرد صوت، بل هى النبض الأول الذى انبثقت منه (DNА)، وأن (التشى ، Qi) ليس طاقة غامضة، بل هو الهمس ذاته الذى يُحرك الساعات الجزيئية فى خلايانا ، واليوم، يربط علم الوراثة هذه المفاهيم بالأبحاث الحديثة، إذن هل هناك تقارب بين نظرة العلم والروحانية ؟ 

لقد أشارت أبحاث (الوراثة الموجية ، wave genetics) إلى أن الحمض النووى قد يكون (هوائيا بيولوجيا ، biological antenna) يستقبل ترددات كونية، مُحققًا رؤية قديمة عن الإنسان ، إنه كيان من نور واهتزاز .

 موسيقى الجينات، عندما تتحول القواعد النيتروجينية إلى نوتات : 

 إذا كانت الجينات تُشبه كلمات تكتب تاريخنا البيولوجى، فلماذا لا تكون أيضا نوتات موسيقية ؟

 فى عام 1986، طور عالم الوراثة( سوسومو أونو ، Susumu Ohno) ومغنية الأوبرا (ميدورى أوياما ، Midori Oyama) طريقة لتحويل تسلسل القواعد النيتروجينية (A, T, C, G) إلى ألحان ، فكل (كودون ، codon) ـ مجموعة ثلاث قواعد تُشفر حمضا أمينيا ـ يُعادل نوتة موسيقية ، و النتيجة؟ 

مقطوعات متناغمة تُشبه تهويدات كونية ، مع إيقاعات تُحاكى تكرار الجينات .


 التجارب الرائدة، من الموجات إلى شبح الحمض النووى: 

 - فى تسعينيات القرن العشرين، أجرى العالمان الروسيان (بيتر غارييف ، Peter Gariaev) و(فلاديمير بوبونين ، Vladimir Poponin) تجارب غيرت منظورنا للحمض النووى وذلك عند تعريض عينات (DNA) لأشعة الليزر فى غرفة مفرغة، وقد لاحظا إنه بعد إزالة العينة، استمر الضوء فى تشكيل (نمط حلزونى ، helical pattern) ، كما لو كان الحمض النووى لا يزال حاضرا كـشبح طاقى ،و هذه الظاهرة، المُسماة ( تأثير شبح الحمض النووى ، DNA phantom effect)، اقترحت أن المعلومات الجينية لا تُخزن فقط فى الجزىء المادى، بل أيضًا فى (حقل كمى ، quantum field) محيط به، كما إقترح (بيتر) أن الحمض النووى يُصدر إشارات كهرومغناطيسية ضعيفة يمكنها نقل معلومات جينية ، وادعى أنها تؤثر على جزيئات( DNA ) أخرى عن طريق الرنين ، و فى إحدى تجاربه المثيرة للجدل، زعم أن إشعاع ليزر مُعدل ترددياً أعاد بناء كروموسومات تالفة فى الضفادع .

 - دراسات الرنين الحيوى (Bioresonance) :

 حيث أشارت بعض الأبحاث إلى أن الخلايا تستخدم الترددات الاهتزازية للتواصل، وأن تعريض الحمض النووى لترددات معينة قد يغير من التعبير الجينى ، كمثال: دراسة نُشرت فى مجلة ( Scientific Reports ) (2018)) وقد أظهرت تأثير الموجات الكهرومغناطيسية منخفضة التردد على نشاط الجينات. 

 - الفيزياء الكمومية والحمض النووى :

فقد أظهرت أبحاث جامعة (سارى البريطانية) 2020 أن الاهتزازات الكمومية (quantum vibrations) داخل الحمض النووى قد تسرع عملية إصلاح التلف الجينى، مما يدعم فكرة تفاعله مع الحقول الطاقية.

- مرض هنتنغتون واللحن المكسور : 

 عند تحويل تسلسل جين (هنتنغتين ) المُرتبط بمرض ( هنتنغتون ، Huntington's disease) إلى موسيقى، لاحظت الباحثة (رى تاكاهاشى ، Rei Takahashi) تكرارًا غير طبيعى للكودونات، يُشبه إيقاعا متقطعا و هذا الإختلال فى لحن الحمض النووى قد يفسر تطور المرض، مما يفتح الباب لإستخدام (العلاج الصوتى) لإستعادة التوازن الاهتزازى .



 التطبيقات المستقبلية ، من التشخيص إلى العلاج بالصوت : 

 إذا كان لكل شخص لحن جينى فريد، فقد يُستخدم تحليل (الموجات فوق الصوتية للحمض النووى ، DNA ultrasonography) للكشف عن الطفرات من خلال التغييرات فى الإيقاع، بل قد تُصمم علاجات مخصصة تعيد تنظيم ( الترددات الحيوية ، biofrequencies) بإستخدام تقنيات مثل: 

 - الرنين المغناطيسى (magnetic resonance) . 

- التأمل الموجه بالصوت (sound-guided meditation) .

 - الترددات الشافية ( healing frequencies) مثل تردد 528 هيرتز .

 أيضا ، قد تسمح لنا (البيولوجيا الاهتزازية ، vibrational biology) بتصميم علاجات مخصصة تعيد تناغمَ الجينات مع النشيد الكونى . 

 عن التحديات والنقد العلمى : 

 رغم الإثارة التى تقدمها هذه الأفكار، تواجهها تحديات من المجتمع العلمى التقليدى ، فى غياب أدلة قاطعة على (التأثيرات الكمية للحمض النووى ، DNA quantum effects) يجعلها فرضية تحتاج لمزيد من الإختبارات ، لكن تجارب مثل تلك التى أجراها ( ماسارو إيموتو ، Masaru Emoto) حول تأثير الترددات على بلورات الماء، تدعم فكرة أن الاهتزازات قد تُحدث تغييرات مادية ، وعن الرفض الأكاديمى فقد انتقد بعض العلماء فرضيات مثل التأثيرات الكمية للحمض النووى لعدم توافقها مع النماذج البيوكيميائية التقليدية. 

 وهنا، حيث يلتقى علم الوراثة بصدى الحكمة القديمة نرى أننا لسنا كُتلا بيولوجية فحسب، بل سيمفونيات مُتجسدة، نُكتب ألحاننا بذبذبات الحمض النووى، وتُنسج أسرارنا بلغة الترددات ، وربما المرض مجرد نغمة شاذة فى لحن حياتنا، والشفاء هو إعادة ضبط الإيقاع ليَتناغم مع نشيد النجوم ، حتى الموت ليس نهاية، بل مقطع موسيقى صامت انتظارا لانطلاق السمفونية من جديد ، ربما يوما ما، سيصبح الإستماع إلى ( سيمفونية الحمض النووى ) أداة يومية للشفاء وهى سِر الحياة فى نغمة واحدة ، هكذا تخبئ جيناتنا حقيقة أعمق : أن الحياة رقصة أمواج خالدة على وتر كونى ... وكل ذرة فينا تردد أنت ابن هذا الاهتزاز الأزلى .


االمصدر

الأكثر قراءة