مدينة الخطيئة : أكتشف العلماء أنه منذ 3700 عام دمر نيزك سدوم وعمورة

مدينة الخطيئة: أكتشف العلماء أنه منذ 3700 عام دمر نيزك سدوم وعمورة  



سدوم وعمورة وبحسب ما جاء في العهد القديم هي مجموعة من القرى التي خسفها الله بسبب ما كان يقترفه أهلها من مفاسد وفق ما جاء للنصوص الدينية ، والقصة مذكورة بشكل مباشر وغير مباشر في الديانات الإبراهيمية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية ، وأعتقد كثير من الباحثين وعلماء الدين أن القرى التي خسفها الله تقع في منطقة البحر الميت وغور الأردن ، وبحسب المصادر العبرية القرى هي :سدوم، عمورة، أدومة، صبييم .

وقد خسفها الله بأهلها حسبما جاء في النصوص الدينية ، بسبب سوء خلقهم واتيانهم الذكور من دون النساء. وكان قد عاش النبي لوط في نفس زمن النبي إبراهيم مرسلاً إلى بعض الأقوام المجاورة لإبراهيم ، وكان هؤلاء القوم كما يخبرنا القرآن الكريم يمارسون نوعاً من الشذوذ الجنسي لم تعرفه البشرية قبلهم، وهو السّدومية / اللواط ، وعندما نصحهم النبي لوط بأن يقلعوا عن ممارسة هذا الشذوذ وأنذرهم ببطش الله وعقابه، كذبوه وأنكروا نبوته ورسالته، وتمادوا في شذوذهم وغيهم 



وفي النهاية هلك القوم بما وقع عليهم من كارثة مروعة ، وهدد القومُ لوطاً عندما دعاهم إلى إتباع الطريق الصحيح ، ولكنهم أبغضوه لأنه يدعوهم إلى الحق والطهر، وعزموا على طرده هو والذين آمنوا معه ، وعرض لوط على قومه الحقيقة واضحة وأنذرهم بشكل واضح وصريح، إلا أنهم لم يكترثوا لأي تهديد أو وعيد، واستمروا في نكرانهم وتكذيبهم بالوعيد الذي جاء به ، وتوجه لوط إلى الله يسأله العون فاستجاب الله لرسوله، فأرسل ملكين في صورة رجلين ، ومر هذان الملَكان على إبراهيم قبل أن يصلوا إلي لوط ، وأعطوه البشرى بأن امرأته ستلد له غلاماً ، وشرح الملكان لإبراهيم سبب إرسالهم إلى قوم لوط : ان الله قد حكم على قوم لوط المتغطرسين بالهلاك

وبعد أن غادر الملَكان سيدنا أبراهيم وهما على هيئة رسولين وصلوا إلي سيدنا لوط عليهم السلام ، واغتم لوط لمجيء الرسل في بادئ الأمر لأنه لم يكن قد رآهم قبلاً، إلا أنه هدأ بعد أن تكلما معهم ، وفي هذه الأثناء عرف القوم أن لوطاً يستضيف ضيوفاً، فلم يترددوا في إيذائهم بممارساتهم البشعة، فطوقوا منـزل لوط ينتظرون خروجهم، خاف لوط على ضيوفه من أن يلحق بهم الأذى فخاطب قومه، طالباً منهم ألاّ يلحقوا الأذى بضيوفه ، وظن لوط أنه أصبح وضيوفه مُعَرَّضِين إلى تلك الممارسة الشيطانية إلا أن ضيوفه ذَكَّروه بأنهم رسل الله إليه ، وعندما وصل شذوذ القوم الذُّرْوَةَ، أنقذ الله لوطاً بمساعدة الملَكين ، وفي الصباح أُهلك القوم بالكارثة المدمرة التي أنذرهم بها لوط من قبل .



وعندما دُمِّرَ القوم لم ينج منهم إلا لوط ومن آمن معه، وهؤلاء جميعاً لم يكونوا يتعدون عدد أفراد الأسرة الواحدة ، إلا أن امرأة لوط لم تكن من المصدقين فهلكت مع الهالكين وتحولت ألي ملح ، وكما ورد في التوراة : هاجر لوط مع إبراهيم بعد أن هلك القوم الضالون ومسحت منازلهم من علي وجه الأرض ، وفي يوم 15 أكتوبر 2015، أعلن عُلماء آثار أمريكيون عن عثورهم على بقايا بلدة ترجع للعصر البرونزي شرق نهر الأردن، ويعود تاريخها إلى ما بين 3500 و1540 سنة قبل الميلاد، مؤكدين أنها سدوم وعمورة، حيثُ قال "ستيفن كولينز"، من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو، المشرف على عمليات التنقيب أن تلك القرية تتطابق مواصفاتها المذكورة في الكتاب المقدس والقرآن مع الآثار التي عثر عليها والتي يعود تاريخها للفترة ذاتها تقريبا .

ويُذكر أن التنقيب عن هذه المدينة استمر 10 سنوات، أي منذ سنة 2005، إلى أن تم اكتشافها. وقد أشار كولينز إلى أن كل مظاهر الحياة توقفت فجأة في المدينة، في إشارة إلى ما ورد في الكتب السماوية المقدسة من أن الله أنزل الهلاك والفناء بهؤلاء القوم ومدينتهم فدمرهم تدميرًا ، والآن في خبر جديد أعلن العلماء أنه قبل حوالي 3700 سنة ، اقترب نيزك ضخم من الأرض ، وعندما دخل الغلاف الجوي للكوكب ، انفجر عن كل غضبه الكوني مخلفاً موجة حر شديدة ، ووفقاً للخبراء ، كانت موجة الحر التي أطلقها الانفجار في السماء قوية للغاية لدرجة أنها دمرت المدن والمستوطنات الزراعية شمال البحر الميت ، وبالطبع هذا هو السبب العلمي في تدميرهم لأن الملائكه هي من خسفتها .



وتشير معاينة الكربون المشع والمعادن التي تم اكتشافها والتي تبلورت على الفور عند درجات الحرارة المرتفعة إلى أن الانفجار الهائل الذي نجم عن هذا النيزك الذي أنفجر في الغلاف الجوي دمر على الفور الحضارة في سهل دائري طوله 25 كيلومتر يسمى " غور الشرق" ، كما أوضح عالم الآثار "فيليب سيلفيا" من أخبار العلوم ، وعلاوة على ذلك ، تشير الأدلة التي توصلوا إليها إلى أن هذا الحدث دفع أيضًا محلول ملحي من أملاح البحر الميت فوق الأراضي الزراعية الخصبة في السابق وهذا يؤكد صدق قصة الرسول محمد صلي الله عليع وسلم عن النبي لوط عليه السلام وأن زوجته تحولت الي ملح من جراء ذلك المحلول الملحي

وقال تعالي "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجاره من سجيل منضود" هود 82 ، ولقد كانت لحظة كارثية ولم يعود الناس الذين يعيشون في المنطقة ممن نجا من تلك المواجهة الكارثية لمدة 600 إلى 700 سنة ، كما أوضح "فيليب سيلفيا"، الذي يعمل في جامعة ترينيتي ساوث ويست في البوكيرك ، وتم الإبلاغ عن النتائج الجديدة في  الاجتماع السنوي للمدارس الأمريكية للبحوث الشرقية ، وتشير الحفريات التي أجريت في خمسة مواقع رئيسية في منطقة الشرق الغور ، في ما يعرف الآن بالأردن ، إلى أن جميع المواقع كانت مشغولة باستمرار لما لا يقل عن 2500 عام حتى حدوث انهيار جماعي مفاجئ في نهاية العصر البرونزي ، ووقعت الدراسات الميدانية في 120 مستوطنه صغيرة في المنطقة التي توقعها الباحثون والتي تعرضت أيضاً للحرارة الشديدة والرياح 



وتشير التقديرات إلى أن ما بين 40،000 و 65،000 شخص كانوا يسكنون وسط الغور عندما تفكك النيزك في الغلاف الجوي ، كما أوضح سيلفيا ، ويمكن العثور على دليل على الدمار الناجم عن انفجار النيزك على ارتفاعات منخفضة في مدينة تل الحمام القديمة ، والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي ، وقد اقترح بعض علماء الكتاب المقدس أن تل الحمام كانت المدينة الأصلية لسدوم وعمورة . ومع ذلك ، يعتقد معظم العلماء أن الأمر ليس كذلك. وكان الخبراء ، بما في ذلك سيلفا ، قاموا بالتنقيب في الموقع على مدار الثلاثة عشر عامًا الماضية. 

ويشير التأريخ بالكربون المشع إلى أن جدران الطوب في جميع البنايات تقريبًا في المدينة اختفت فجأة قبل حوالي 3،700 عام ، تاركة فقط الأسس الحجرية ، علاوة على ذلك ، تظهر الطبقات الخارجية للعديد من القطع الخزفية في نفس الفترة علامات على صهرها في الزجاج. وقال سيلفيا أن بلورات الزركون في تلك الطبقات الزجاجية تكونت في الثانية عند درجات حرارة عالية للغاية ، وكما أوضحت مجلة ساينس نيوز ، أوضح الباحثون أن رياح القوة العالية خلقت حبيبات معدنية كروية صغيرة سطحت على تل الحمام ، وحدد العلماء هذه الشظايا الصغيرة من الصخور في القطع الخزفية المستخرجة من الموقع ، مما يؤكد أن الحدث كان كما ذكر في نصوص الديانات السماويه بما فيها القرآن الكريم الذي وصف الكارثه وصفاً دقيقاً ومفصلاً .. 


أقرأ أيضاً ..

الأكثر قراءة