"التفكير الناقد فى الأساطير "مقدار مانؤمن به حول التاريخ القديم، صحيح حقا ؟!
"التفكير الناقد في الأساطير" مقدار ماتؤمن به حول التاريخ القديم، صحيح حقاً ؟
الأسطورة هى حكاية تعتبر تاريخية على الرغم من أنها لم تثبت حقيقتها ، ويمكن أن يشير مصطلح "الأسطورة" إلى الأفكار الشائعة والمزيفة التى تصف العديد من القصص على مدار التاريخ ، ولكن غالباً ما يتم التعامل مع الكثير منها بشك ، وأثناء شرح البعض لهذه الظاهرة يعتمد على كائنات إلهية أو خارقة للطبيعة على الرغم من حقيقة أن كثيرين أقروا عدم مصداقية تلك القصص ، إلا أنها لا تختفى تماما ويتم نقلها عبر الأجيال ، حيث يخبر بعض الآباء أطفالهم أن القصص حقيقية ، و يشرح آخرون أنها على الأرجح غير صحيحة ولكنها مهمة بشكلا ما ، إننا بحاجة إلى المعرفة حقا ، من الناحية النفسية ، يحتقر البشر الجهل على الرغم من أنهم لا يعرفون الكثير عن تاريخ الكوكب وبسبب هذه الحاجة النفسية ، تمتلئ الحسابات التاريخية (التى تعمل بنفس طريقة الخرافات) بما يعتقد كبار العقول (فى ذلك الوقت) أنه المسار الأكثر منطقية للأحداث ، ثم يتم التعامل مع إفتراضاتهم كحقائق تدرس ، و يؤدى ذلك إلى الإعتقاد أن بعض الفرضيات حقائق .
وإذا كان المعلم الذى يمكنه التفكير فى هذه الأسئلة بشكل نقدى ، فغالبًا ما يكون لدى الطالب نفور نفسى للموضوع ، و يشعر بحاجته إلى "معرفة" ما حدث فعلا ، إن البعض من كتب التاريخ المدرسية تحتوى على أقسام فارغة وقصصا غير كامله وقد إنتهت بذكر المؤلف ، "لسنا متأكدين مما حدث خلال هذا الوقت" ، والنتيجة إنه لا وجود للمعرفة الحقيقية للأحداث ، إن الخرافات والأساطير تملأ فجوات المعرفة إذ يريد الناس أن يعرفوا ما لا يعرفونه ، وبالتالى توفر الأساطير فرضية قصصية للأحداث ، وعليه فقد شوه إعتماد الناس على الأساطير وجهات نظرهم التاريخية ، وقد مثلت هذه الأساطير جزءا كبيرا من تركيباتهم النفسية والتى شكلت تهديدا حيث ينتقدون ويفعلون كل ما فى وسعهم لمنع تحطيم معتقداتهم ، على سبيل المثال، لقد ذكر أن " ماركو بولو" الذى ذهب إلى الصين فى القرن الثانى عشر لم يكن له وجودا حقيقيا وعلى الأرجح سيغضب البعض و سوف يكذبون ويستخدمون الخداع فى محاولة لإثبات وجوده ، على الرغم من عدم وجود دليل على وجوده خارج كتاب واحد كتبه مؤلف القصص الخيالية" Rustichello da Pisa" إذن هل "ماركو بولو" شخصية خيالية ؟ وما الذى يجعل وجوده مهم إذن ؟ إنها الرغبة فى "معرفة" التاريخ ، وبسبب هذه الحاجة ، يظهر التعمد وبالمثل ، توجد أدلة تشير إلى أن البشر تواجدوا على الأرض من ملايين السنين ، ولكن بما أن هذا ليس هو التاريخ الذى تعلمه معظم الناس فى المدرسة ، فإنهم يعارضونه بشكلا عام ، وبسبب هذه المعارضة تصبح وجهات نظر التاريخ مشوهة ، وتزيد إحتماليه كونها غير صحيحة .
على سبيل المثال كيف إكتشف "كريستوفر كولومبوس" الأمريكتين إذا كان هناك بالفعل ملايين الأشخاص هناك؟ و أيضا معظم الطلاب لا يعرفون حتى ما كان يطلق عليه (كولون) ، على الرغم من حقيقة أن أموال بعض البلدان تحمل اسمه (كولون) ، بالمثل ، سيتعلم الطلاب بعض المعلومات الأساسية حول "Genghis Khan" لكنهم لن يتعلموا اسمه مطلقًا (Temujin) إن هذه مجرد أمثلة أساسية لمشكلة أكثر انتشارًا وهى التاريخ المضلّل ، حرفيًا ، لقد تم إختيار أحداث غير حقيقية لإدراجها فى كتب التاريخ ، حيث يتم تجاهل الحقائق التى لا تدعم النظرة الواسعة للأحداث التاريخية على هذا الكوكب وحتى السخرية منها ، وقد صرح بعض علماء الآثار علنا أنه إذا كان الدليل لا يتناسب مع النظرية الراسخة فيجب التخلص منه !! ونتيجة لذلك ، فإن غالبية المواطنين عالقون فى شق ويجدون صعوبة التفكير فى الإمكانيات التاريخية البديلة ، إن الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هى أن يفترض الناس أن العديد من الأحداث التاريخية مشوهة ، أو حتى غير معروفة ، ثم يحاولون رؤية الأشياء من جديد ، يخبرنا" داو دى جينغ" أنه عندما يدرك الأشخاص العظماء الحقيقة ، فإنهم سيدرسونها ولن يتوقفوا أبدًا ، و سوف يتابعها الناس المتوسطون قليلاً ، بينما يضحك الأشخاص الأقل شأناً ، عند سماعهم الحقيقة بصوت عالٍ ، وإذا لم يضحكوا ، فلن تكون هذه هى الحقيقة ! فقط يجب إعادة النظر بجدية فى الحسابات التاريخية لتكوين رؤية أكثر دقة لتاريخ الكوكب حيث تتحدى العديد من المواقع الصغرى حساب التفسيرات السائدة ، ومن منظور آخر فقد أنشأ البشر هياكل عظيمة فى يوم من الأيام والآن حتى مع تقدمنا التكنولوجى الحديث ، لا يمكننا تكرار إنجازاتهم ، وتشمل هذه الهياكل الهرم الأكبر فى مصر
بقدر ما تم إنشاؤه بدقة هندسية مذهله ، فقد تم نقل ما بين 2.3 و 2.6 2.3 و 2.6 مليون كتلة من الحجر الجيرى الأبيض يتراوح وزنها بين طنين و15 طنًا عبر مسافات كبيرة ومقطعة بدقة تشبه الليزر ، ثم تم تكديسهم لإنشاء هرم لامع للغاية ، إن تحريك هذه الأوزان لأكثر من 100 قدم فى الهواء سيكون أمراً صعباً وخطيراً اليوم ، لكن بناة الهرم تمكنوا من القيام بذلك بدقة مذهلة ( إذا كان إجماع علماء المصريات حول عملية البناء إنها إستمرت لمدة 20 عامًا صحيحًا) وعليه ، إذا كان العمال يعملون 10 ساعات كل يوم ، سنويًا ، من دون إستراحة يوما واحد ، وشريطة ألا تكون هناك أخطاء أو حوادث تعيقهم ، فسيتعين عليهم نقل 31 قطعة مقطوعة تمامًا إلى المواضع الرياضية الدقيقة كل ساعة ، و هذا غير ممكن اليوم ، لذلك ليس لدينا أى فكرة عن التكنولوجيا التى تم إستخدامها فى إنشاء هذا الصرح العظيم ، أيضا عندما إكتشف "كريستوفر دان" "معبد آمون موت خونسو" لاحظ أن جميع تماثيل رمسيس كانت متطابقة حيث كانت جوانب الوجوه اليسرى مماثلة تمامًا للتماثيل اليمنى ، و بعد إستخدام رسومات الحاسوب وأدوات الصياغة ، كتب "يتضح أنه يجب قطع التماثيل بطريقة ميكانيكية تماما ! إن ابتكارهم يجعله من الأعمال الفنية غير التقليدية ، فأعمالهم لا تنسجم بدقة مع السجل التاريخى السائد لذلك الوقت و ينبغى النظر فى تاريخ جديد يأخذ فى الإعتبار جميع الإكتشافات الشاذة بما فى ذلك أبو الهول ، والذى أثار علماء الآثار والمؤرخين لسنوات ، من المرجح أن يكون بنى فى 10500 قبل الميلاد على الرغم من عدم وجود نصوص تاريخية تستخدم فى المدارس من شأنها أن تشير إلى هذه الحقيقة !
وفقًا لما حدث فى علم المصريات الحديث ، إذا كانت الأدلة تدعم النظريات الراسخة ، فسيتم قبولها ، ولكن إذا قوضتها ، فسيتم رفضها ! موقع آخر مذهل هو" Sacsayhuaman" فى" Cusco" بيرو ، والتى يدعى الإنكا أنهم لم يقوموا ببنائها ولكن علماء الآثار والأنثروبولوجيا السائدون يصرون على أنهم فعلوا ذلك ، عندما تم بناء جدران الحصن ، تم إستخراج الصخور العملاقة التى تزن أكثر من 200 طن من موقع يبعد 1500 ميل (2400 كم) ، والمناورة فوق الجبال ، ومن ثم نحتها فى الموقع لتتلائم تمامًا مع الأحجار الصخرية الأخرى بأسلوب متشابك من الألغاز وبوابة "إنكان" الغامضة التى تؤدى إلى عوالم أخرى ، حيث ثلاثة عشر زاوية من الحجر المكتشفة فى جدار "الإنكا" القديم يكشف مهارة لا تصدق من البنائين ، وتزن بعض الكتل أكثر من 360 طن ، واليوم يمكن نقل الأحجار ذات الحجم الكبير بواسطة الرافعات الثقيلة ، ولكن ليس من أعلى وأسفل الجبال و الشئ الغريب الآخر الذى لا يمكن تفسيره حول الأحجار هو أن تلك الموجودة فى الحصن ، لديها قوام ثابت تمامًا بدون عيوب على الرغم من حقيقة أن آخرين فى المحجر الذى أتوا منه لديها عيوب عديده ، كما تفعل معظم الصخور الرسوبية ، وأخيرًا ، تُظهر الأحجار دليلًا على تعرضهم لدرجات حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية !! ربما يؤدى هذا إلى بعض المصداقية للحسابات الإنكانية والأوروبية من أن الأحجار قد سُلمت بالفعل ثم سكبت فى قوالب شكلت من الخرسانة ، ونُلاحظ مهارات مماثلة لدى القدماء فى تقنيات إنشاء المواقع الصغرى الأخرى ، بما فى ذلك معبد كوكب المشترى فى لبنان ، ثلاثة أحجار خاصة تزن حوالى 1200 طن ، يتطلب نقلها اليوم 21 رافعة للرافعات الثقيلة تعمل فى كلا منها فى إنسجام تام مع بعضهم ، و بالطبع لا توجد وسيلة للمناورة مع الأوزان المضادة اللازمة وبعد أن تجعلهم جميعًا يعملون معًا ويتحركون فى نفس الإتجاه وهذا صعب ومع ذلك ، يبدو أن القدماء لم يكن لديهم مشكلة فى تحقيقة ! وبالنظر فى التصاميم الهيكلية الصغرى والحسابات التاريخية ويصبح واضحا أن هناك شيئا مفقودا فى تصورنا للتاريخ !
وبالعودة إلى "كريستوفر كولومبوس" وكيف لم يستطع إكتشاف العالم الجديد لأنه كان بالفعل ملايين من الناس هناك ، قد يجادل شخص ما بأن تسمياته ملائمة لأنه كان أول أوروبى يصل ، وبناءا على هذا التأكيد يقوم هؤلاء الأشخاص بتجاهل الأدلة التى تتعارض مع وجهة نظرهم ، مثلا ما عدد نصوص التاريخ الأمريكى التى تحدد أن الأمريكيين الأصليين سافروا بالقوارب إلى أوروبا فى نفس الوقت تقريبًا الذى سافر فيه الأوروبيون إلى أمريكا ؟ وبالمثل ، تم العثور على عينات من عناصر فى المومياوات المصرية القديمة ، لم توجد فى ذلك الوقت سوى فى أمريكا وتُظهر الإختبارات الحديثة أن المواد قد تم بلعها وبما أن الروايات التاريخية السائدة تؤكد أن المصريين لم يذهبوا إلى أمريكا و الأميركيين لم يسافروا إلى مصر ، فإن هذا لغزا غريبا لم يتمكنوا من فهمه بعد ، فلماذا لا يكون التواصل بين الثقافات على نطاق عالمى فى العالم القديم تفسيرا أكثر منطقية للحدث ؟
إن الشىء الوحيد الذى ينبغى على الناس فعله للتفكير هو الحفاظ على عقل متفتح والتوقف (عقليًا) عن تجاهل الإكتشافات التاريخية ، بالرغم من صعوبة الأمر لأن الأفكار غير المطابقة عادة ما يتم تثبيتها فى المرحله الدراسية ونادراً ما يتم تزويد الطلاب بمعلومات متناقضة أو حسابات تاريخية بديلة كما إنهم لا يقرؤون عمومًا ، على سبيل المثال ، حسابات "كولومبوس" التى يصور فيها على أنه تاجر رقيق ، أو روايات عن محرقة" هيروشيما" التى كتبها الناجين "اليابانيين" ، وذلك لأن هذا التحقيق يهدد النظام الإجتماعى القائم ، إذن ينبغى التشجيع على الإعتراف بالخطأ والإستياء منه والبناء عليه ، والتساؤل بدلاً من القبول السلبى للمعرفة المنقولة رسمياً ، مثل هذا التغيير قد يعتبر جذريًا ، لكنه قد يؤدى مع الوقت إلى الفهم الصحيح وهذا ماتريده العقول الواعية دائما .
أقرأ أيضا..