سراديب الموتى فى باريس : رحلة إلى إمبراطورية الموت (فيديو)

سراديب الموتي في باريس : رحله إلي إمبراطورية الموت 




لطالما عرفت باريس بإسم "مدينة النور" إنها المدينة المضاءة دائما قمة الروعة حقا  ، ترى الحياة فيها بشكلا مختلف  ، إنك لن تتخيل أبدا وأنت تسير فى دروبها الجميلة الممتلئة بالحياة إنك تسير فوق الموت ذاته  ! إن "مدينة النور "بكل بساطة تمتلك وجهها آخر أقل ما يقال عنه إنه مرعب ومخيف ، أنت تسير حرفيا فوق "سراديب الموتى" ، وهى سلسلة من الأنفاق ليست كأى أنفاق حيث يوجد أكثر من 6 ملايين جثة تحاول أن تنعم بالراحة الأبدية  ! ويعود تاريخ هذه السراديب إلى القرن الثامن عشر ، عندما كان عدد سكان المقابر فى بعض مناطق باريس مرتفعًا لدرجة أن الأغنياء هم وحدهم الذين يمكنهم تحمل ثمن مقبرة فى المقابر المركزية  ، فماذا يفعل الفقراء إذن  ؟



 وكان هذا حتى تم التوصل إلى نقطة مفادها أنه بسبب نقص المساحة المراد الدفن فيها  بدأ يتم دفن الفقراء فى مقابر مشتركة ، وعندما كانت تممتلئ ببقايا الموتى ، تتم تغطيتها وإعادة بناء مبنى فوق الآخر  ،  يبدأ تاريخ "سراديب الموتى"  فى أواخر القرن الثامن عشر ، عندما أدت مشاكل الصحة العامة الكبرى المرتبطة بمقابر المدينة إلى قرار بنقل محتوياتها إلى موقع تحت الأرض حيث إختارت سلطات باريس موقعًا يسهل الوصول إليه فى ذلك الوقت ، وهو محاجر "Tombe-Issoire "السابقة تحت سهل" مونتروج" ، وقد إمتدت تحت المدينة على مساحة تقارب 800 هكتار وعُهد إلى" تشارلز أكسيل غيوموموت "، المفتش فى إدارة التفتيش العام على المحاجر ، بإعداد الموقع وتنظيم عمليات نقل العظام وكانت مهمة هذه الدائرة التى أسسها" لويس السادس عشر" فى الرابع من أبريل عام 1777 ، هى ترسيخ المحاجر المهجورة فى أعقاب الإنهيارات الكبرى للأرض منتصف القرن الثامن عشر ، و تم إجراء عمليات الإخلاء الأولى من عام 1785 إلى عام 1787 وتتعلق بأكبر مقبرة فى باريس ، مقبرة القديسين - الأبرياء ، والتى تم إغلاقها فى عام 1780 بعد إستخدامها المتواصل لما يقرب من عشرة قرون و أُفرغت المقابر والمقابر المشتركة من عظامهم ، التى نُقلت ليلًا لتفادى ردود الفعل العدائية من قبل سكان باريس والكنيسة ثم تم توزيع العظام وتكديسها فى صالات العرض بواسطة عمال المحاجر ، وقد إستمرت عمليات النقل بعد الثورة الفرنسية حتى عام 1814 ، مع قمع المقابر الضيقة ، مثل "Saint-Eustache "و Saint-Nicolas-des-Champs ودير" Bernardins" ، فى وسط باريس ثم بدأوا من جديد فى عام 1840. 



و أثناء التجديد الحضرى من قبل "لويس فيليب" وإعادة الهوسمانى للمدينة من 1859 إلى 1860  ، فى داخل الأنفاق  شكلت سلسلة الجماجم والعظام شكلاً لنظام أنفاق تحت الأرض يبلغ طوله حوالى 300 كيلومتر ، حيث شكلت الجدران الهائلة للعظام  التى تجمعت فى أوقات مختلفة ممرًا مثيرًا للرعب ، وبالرغم من ذلك فقد مثلت أنفاق الموت الرهيبة مزارا سياحيا يجذب الزوار  ، حيث كانت متاحة للجميع ، و إبتداءا من عام 1809 ، تم فتح سراديب الموتى للجمهور ووضع سجل فى نهاية الرحلة حيث يمكن للزوار كتابة إنطباعاتهم وقد إمتلئت بسرعة كبيرة لأن هذه الزيارات أصبحت ناجحة مع كل من الفرنسيين والأجانب و مع مرور السنين أصبحت سراديب الموتى مفتوحة دون الحاجة إلى إذن ويزورها ما يقرب من 550،000 زائرا سنويا  ، وحاليًا ، جزء فقط من تلك الأنفاق مفتوح للجمهور ، حيث إكتشف أنه تم تنفيذ طقوس من قبل مجهولين تنتمى للسحر الأسود داخل سراديب الموتى ، وهذا هو السبب فى أن المكان لا يعتبر حاليا أحد أكثر المواقع السياحية زيارة فى المنطقة  . 



وبالطبع لم تمر زيارات أنفاق الموت بسلام فهى ليست مكانا تقليديا للسياحة حيث يقول العديد من الزوار إنهم "شعروا" بأشياء غريبة عندما كانوا فى سراديب الموتى ، مشاعر مثل متابعتهم وفى بعض الحالات لمسهم من قبل بعض القوة الخفية ، حتى أن البعض الآخر زعم أنهم تعرضوا للخنق والإيذاء الجسدى  !وأفاد آخرين أنهم شاهدوا أشكالًا من الظلال أو الأشباح فى أعماق الأكوام وصفوف الجماجم والعظام و التى خيل إليهم إنها تتحرك حركات مموهه ،  ربما كانوا على حق   ،  حيث ترى كذلك صور لأضواء أو أجرام سماوية غريبة وكذلك الصور مع الظواهر غير المبررة التى تظهر فى تصوير المكان  ،  فمن الطبيعى أن تلك النفوس الموجودة فى سراديب الموتى قد تركت أرواح أفرادها تتجول وسط الممرات فى باطن الأرض !

فيما وراء الأساطير الحضرية ، والحقيقة الكاملة الواضحة للأعين هنا  ، أن تحت الأرض أسفل مدينة النور،  باريس ، يكمن الموت متكدسا فوق بعضه البعض  ، إنه ليس مشهدا رهيبا فقط بل و يستحق الإكتشاف كذلك  .


أقرأ أيضا..

الأكثر قراءة